ما هي الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة القيصرية؟

0 751

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة منذ سنة وثلاثة أشهر، وعمري 29 سنة، أنجبت طفلي الأول قبل عشرة أيام -الحمد لله- عندما كنت في بداية التاسع نزل رأس الجنين في الحوض، وأخبرني الطبيب أن الولادة طبيعية -بإذن الله-.

بعد بداية الأسبوع الواحد والأربعين بيوم بدأت آلام المخاض، ذهبت إلى المستشفى، وبعد الفحص كانت الانقباضات تأتي كل سبع دقائق، وعنق الرحم مفتوح ثلاثة سنتيمترات فقط، وأصر الطبيب على أن أبقى في المستشفى، وبعد تسع ساعات كان عنق الرحم مفتوحا أربعة سنتيمتر فقط، فقام الطبيب بإعطائي طلقا صناعيا، وبعد الطلق بساعتين نزل ماء الرأس، ولكن الرحم لم يفتح أكثر من أربعة سنتيمتر، فقام الطبيب بإعطائي طلقا صناعيا مرة أخرى، وبعد تسع ساعات لم يفتح الرحم أكثر من أربع سنتيمتر، وكنت فقدت طاقتي من الألم فقرر الطبيب أخيرا توليدي عن طريق عملية قيصرية.

سؤالي هو: هل كان ذهابي مبكرا للمستشفى وعمل الكشف الخصوصي، والطلق الصناعي مبكرا سبب في عدم فتح الرحم؟ وهل سأتمكن من الولادة طبيعيا في المستقبل إن شاء الله أم أن عدم فتح عنق الرحم حالة دائمة؟ وكم ينصح أن تكون الفترة بين الولادة والحمل مرة أخرى في حالة الولادة القيصرية؟

شكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله على سلامتك ونبارك لك بالمولود، ونسأل الله عز وجل أن يجعله من أبناء السعادة في الدارين.

وأتفهم قلقك وحيرتك -يا عزيزتي- وأحب أن أقول هنا بأن اختصاص التوليد يختلف عن باقي الاختصاصات بالتسمية، فهو لا يسمى (الأمراض الولادية ) كالأمراض الهضمية مثلا، بل يسمى (فن التوليد) والسبب في هذا هو أن الولادة بحد ذاتها لا تعتبر مرضا بل هي حالة فيزيولوجية تتطلب مهارة وفن في التعامل معها، ويجب أن يتم تفصيل ورسم خطة الولادة لكل ماخض (أي السيدة التي تكون بحالة الولادة) على حدة حسب ما تستدعيه حالتها، وحسب ما يستجد من طارئ خلال المخاض.

ورغم أن الولادة هي حالة فسيولوجية إلا أنها قد تتحول فجأة إلى حالة اسعافية -حتى بيد أمهر الأطباء- والتعامل معها أيضا يبقى فنا، وتكمن مهارة الطبيب في معرفة أول بوادر وعلامات هذا التحول، فلا يتسرع في عمل شيء، وبنفس الوقت لا يطيل الانتظار بدون مبرر.

وبالنسبة لك فإن ذهابك للمستشفى كان في الوقت المناسب، لكن ما حدث بعد ذلك هو أن التقلصات الرحمية عندك لم تفلح في إحداث توسع في عنق الرحم، على الرغم من تطبيق الطلق الصناعي، أي أن هذه التقلصات لم تكن فعالة وظيفيا، وهذا يمكن أن يكون له أسباب عديدة منها مثلا: عدم نزول رأس الجنين في الحوض بشكل كاف، أو نزوله، لكن أقطار الرأس لم تتطابق جيدا مع أقطار الحوض عندك، أو أن الحوض العظمي عندك فيه بعض الضيق، أو أن هنالك عدم تناسب في الحجم بين الجنين، وبين حجم الحوض، أو بكل بساطة أنك كنت متعبة ومرهقة، وبالتالي كانت تقلصات الرحم غير فعالة، وظيفيا رغم قوتها، وأسباب عديدة أخرى لا مجال لذكرها هنا.

على كل حال أحب أن أطمئنك بأن ما تم عمله لك هو الشيء الصحيح -إن شاء الله تعالى- وإن تكرار الفحص والطلق الصناعي ليست هي السبب في أن عنق الرحم عندك لم يحدث فيه توسع.

وبالطبع يمكن لمن ولدت بعميلة قيصرية واحدة مثلك، أن تلد فيما بعد ولادة طبيعية بإذن الله، فإن حدث حمل جديد، وكان كل شيء طبيعيا، ففرصتك في ولادة طبيعية تقارب 70%، أي أن هنالك احتمال70% أن تلدي ولادة طبيعية مستقبلا -بإذن الله تعالى-.

وبعد الولادة القيصرية يفضل الانتظار مدة سنة على الأقل قبل حدوث حمل جديد، فخلال هذه السنة يكون الرحم قد استعاد قوته وتكون الندبة قد التئمت بشكل جيد -إن شاء الله-.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك وعلى طفلك ثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات