السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 30 سنة، أبي يريد مني فلوسا كل شهر، وأنا أريد أن أتزوج، فماذا أفعل؟
مع العلم أن أبي معه مال كثير، وليس محتاجا لي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 30 سنة، أبي يريد مني فلوسا كل شهر، وأنا أريد أن أتزوج، فماذا أفعل؟
مع العلم أن أبي معه مال كثير، وليس محتاجا لي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنرحب بك ابننا الكريم، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا وإياك في طاعته، وأن يعينك على بر هذا الوالد، ونؤكد لك أن الوالد يجد لونا وطعما ورائحة للدرهم والريال والجنيه الذي يأخذه من ابنه، ونتمنى أن توفق في أن تعطي الوالد ما يحتاجه من الأموال أو التي لا يحتاجها أيضا؛ لأن رضا الوالد من الأمور المهمة، وليس معنى ذلك أن تلحق الضرر بنفسك، فأنت تعطي الوالد ما تستطيع، وتحسن الاعتذار له، ويمكن أن تبحث عن مشاريع تدخل فيها أو تدخل في جمعيات أو أشياء تذهب هذه الأموال، ثم تقول للوالد: (كل ما عندي سأعطيك، لكن عندي التزام، علي كذا) تبدأ تفتح على نفسك مشاريع تستطيع أن توفر بها هذه الأموال وتسترضي الوالد وتقول له: (أبشر، إن شاء الله أنا أعطيك ما تريد) يعني نحن نريد أن يسمع الكلام الطيب، وأن تعطيه ما تيسر، أو ما تستطيع من أموال.
ونؤكد لك أن الذي يأخذه الوالد إن شاء الله سيكون مصدر بركة وخيرا لك في رزقك، ونتمنى أن نعرف ما هي دوافع الوالد لفعل هذا؟ بعضهم ربما يقول: (الولد يلعب بالفلوس) بعضهم ربما يريد أن يأخذ الفلوس قبل أن تخرج من يده بالزواج وتصبح عليك مسؤوليات، بعضهم ربما طمعا وجشعا، فالمسألة تحتاج إلى وقفات لمعرفة أسباب هذا الطلب من الوالد؟ ثم أين يستخدم هذه الفلوس؟ يعني إذا كان يأخذ الأموال ليستخدمها في مصالح مشروعة، في مصالح إخوانك، في ترتيب أمر البيت، في أشياء عادية، هذا أمر، إذا كان يستخدمها في مخالفات شرعية فهذا ندعوك إلى أن تقدم له أشياء معنوية كأن تأتي له بثوب، كأن تأتي له بأشياء مأكولة، أشياء ملبوسة، أشياء كذا، يعني لا تعطه أموالا نقدية، وإنما تسترضيه.
ونحن نريد أن نقول: دائما الإنسان إذا لم يستطع أن يلبي كل طلبات الوالدين فعليه أن يسمعهم الكلام الطيب، فلا يعفى من الكلام الطيب وحسن الاعتذار، يعني هذا لا يعفى منه الإنسان، ولذلك أنت تجتهد في أن تساير هذا الوضع بحكمة وحنكة وحسن اعتذار، وتجعل جزءا من أموالك مخبأة، وليس من الضروري أن يعرف تفصيلا كم الدخل الذي يأتيك، يعني إذا استطعت مثل هذه الأمور تعطيه بقدر الحاجة، أما إذا كان محتاجا فنحن لا نملك أغلى من الوالد، ولا نملك أغلى من الوالدة، والشرع يقول: (أنت ومالك لأبيك) هذا إذا كان محتاجا أو إذا كان يضع هذه الأموال في أمور أساسية.
وهذه الأموال ستكون رصيدا لك، وأعتقد أن كثيرا من الآباء يقف مع ولده عندما يتزوج، والأمر يحتاج في العموم إلى شيء من التفصيل، ولكن باختصار: نحن نريد أن تعطي الوالد ما تستطيع أن تقدمه، بعد ذلك تحسن الاعتذار، وتحسن الاعتذار كذلك للوالدة إذا طلبت أمرا، تفعل ما تستطيع وتخبئ جزءا من هذه الأموال وتسمعهم الكلام الطيب، وتجتهد في إرضائهم، وبعد ذلك أيضا يكون لك ترتيبا وتدبيرا لمستقبلك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.