السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، تعرفت على ابن خالتي الذي يسكن خارج الوطن، مع العلم أني لا أعرفه سابقا إلا بالحديث عنه أو في الصور، وشاء الله أن أتعرف عليه عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وتعرفنا وتبادلنا أرقام الهواتف، وبدانا القصة كإخوة، باعتبارنا أبناء خالة.
كل يوم يمر تزداد علاقتنا ببعض، ونحب بعضنا، وقد اتفقنا على إكمال القصة بالزواج، إلى أن جاء الوقت الذي يعود فيه لأرض الوطن، وقررت أمه أن تزوجه، فتفاجأت أنه لا يريد الزواج بي، ماذا أفعل؟ بالرغم من أنني متأكدة كل التأكيد أنه يحبني، وأنا أبادله نفس المشاعر.
الغريب أنه وبعد أن خدعني ما زلت أحبه، وأحن له، وأدعو له دائما أن يرزقه الله ببنت صالحة تسعده، وأن يوفقه الله في حياته، ساعدوني كيف أتخلص من حبي له وأنساه؟ ولا أضعف وأرجع له.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونتمنى أن تستمر علاقة الرحم، فابن الخالة في منزلة رفيعة، ولكن هذه الأمور إنما هي بقضاء الله وقدره، فنتمنى أن تستغفروا على كل تجاوزات حصلت، وتتوبوا إلى الله تبارك وتعالى، وتعمروا قلوبكم بحب الله، واجعلوا ما حصل سرا مكتوما، واسألوا الله التوفيق والسداد.
حقيقة كم تمنينا لو أن تلك العلاقات لم تبدأ؛ لأنها لم تكن فيما يرضي الله تبارك وتعالى، فابن الخالة أجنبي، لأن الأجنبي هو كل من يجوز له أن يتزوج بالفتاة، وعلى كل حال: نسأل الله أن يسعده وأن يسعدك، لكننا ندعوك إلى أن تتذكري أن الذي لا وفاء عنده لا يستحق الوفاء، وأن الذي لم يحرص عليك ويطلبك ويصر عليك لا معنى في أن تجري وراءه، ولا خير في ود امرئ متقلب، ولا خير في ود يجيء تكلفا، لأن مسألة الزواج لا بد أن تكون فيها مشاعر صادقة، وإذا كان صادقا في مشاعره فعليه أن يحل مشكلته مع أسرته، ويطرق بابكم، ويطلب يدك بطريقة رسمية.
إذا لم يحدث هذا فلا تجري وراء السراب، ولا تبكي على من لا يستحق البكاء والوقوف عنده، وأقبلي على حياتك الجديدة، وكوني واثقة أن الله سيقدر لك خيرا، وابدئي المسيرة بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى والاستغفار عما حصل من التقصير.
حاولوا أن تحافظوا على صلة الرحم مع الخالة ومع الأسرة، لأن ما بينكم أكبر من هذه العلاقة، وصلة الرحم ينبغي أن تستمر وتدوم مع تلك الخالة وإن رفضت زواج ابنها منك، لأن هذا ليس نهاية المطاف، ونسأل الله أن يعين الأسرة حتى تتلاقى في مستقبل الأيام، فالإنسان لا يفسد علاقته مع أهله لأجل زواج، وربما الآن يأتيه أولاد ويأتي عندك بنات فيحصل تزاوج مستقبلا، لذلك الإنسان يبقي شعرة العلاقة، يبقي شعرة الصلة، والأهم من هذا هو أن تتوجهي إلى رب الأرض والسموات، ولا ننصح أيضا بمجرد التفكير في هذه المسألة طالما بدأ مشروع زواجه، فعليه أن يمضي، وعليك أيضا أن تتوكلي على الله تبارك وتعالى، وسوف يقدر الله لك الخير، والذي ينسيك هذا هو اللجوء إلى الله، وعمارة القلب بمحبة الله، وشغل النفس بالمفيد، وتلاوة كتاب ربنا المجيد، وأن تحشري نفسك في وسط الصالحات، وتستمعي للمحاضرات، وتقومي بحفظ السور والآيات، فإن الفارق هو التفكير في مثل هذه الأمور.
عليك أيضا أن تتذكري سلبيات ذلك الرجل الذي تركك، فإن من أكبر السلبيات أنه ليس عنده وفاء، فكيف تقبلي على من أدبر عنك وتركك وذهب إلى مكان آخر وإلى غيرك، فإذا الإنسان عندما يستحضر هذه المعاني، ويتذكر ما لدى الآخر ما من العيوب، فإنه سيقل اهتمامه به، ولعل ما حصل كان بسبب شؤم المعصية التي وقعتم فيها، وكان عقابا من الله لكما.
حاولي دائما أن تكثري من الاستغفار، والصلاة على رسولنا المختار، والإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) واسألي الله أن يقدر لك الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.