السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
زوجتي عمرها الآن 26 عاما، أصيبت قبل 4 سنوات بانسداد في الأمعاء استوجب إجراء عملية، وتم قص عدة أمتار من الأمعاء الدقيقة، والتي أصيبت بغرغرينا، وتم عمل فتحة لإخراج البراز، وبعدها بشهر تم عمل العملية التكميلية لكي تتمكن من التبرز الطبيعي، ثم بعدها بشهر أو شهرين عاد لها الانسداد مرة أخرى، وتم إجراء عملية طارئة لها، والآن ومنذ ذلك الوقت قبل عدة سنوات، وهي بصحة وعافية، ولله الحمد والشكر الذي أعاد لنا الصحة والبسمة، والأمل والروح بعد أن كدنا أن نيأس، والحمد لله رب العالمين.
سألنا حينها الأطباء هل بإمكان زوجتي أن تنجب فيما بعد؟ فذكروا أنه لا مانع، ولكن الأفضل بعد مرور ثلاث سنوات، والآن مرت أربع سنوات وزوجتي حامل في الشهر الخامس، وكل الأمور على ما يرام -بفضل الله-، وفي كل الزيارات الدورية للأطباء قبل وبعد الحمل، كان يتم طمأنتنا بأن كل شيء طبيعي -ولله الحمد والشكر-.
سؤالي لحضراتكم: بالنسبة للولادة، هل الأفضل ولادة طبيعية أو عملية قيصرية بحكم العمليات السابقة؟ وما هي نصيحتكم لي حول هذا الموضوع؟ ونصائحكم بشكل عام حول الحالة الصحية لزوجتي؟
مع خالص الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله على سلامة زوجتك، ونبارك لك ولها بالحمل، ونسأل الله عز وجل أن يتمه على خير.
بالنسبة لسؤالك عن الطريقة المفضلة للولادة في مثل حالة زوجتك، أقول لك: إن الحالة الطبية، والعمليات السابقة التي تم عملها لزوجتك، لا تستدعي عمل عملية قيصرية، وبإمكان زوجتك أن تلد طبيعيا -إن شاء الله-، فإن كان الحمل عندها يسير بشكل طبيعي، وكان رأس الجنين في الأسفل، فهنا يجب أن تأخذ زوجتك فرصتها بالولادة الطبيعية، مثلها مثل أي سيدة أخرى، بمعنى أنه يجب أن تنتظر حتى يأتيها المخاض، ثم تدخل غرفة الولادة وتراقب كأي ماخض عادية، فإن تقدم المخاض عندها بشكل جيد، ونزل رأس الجنين في الحوض كالمتوقع، فيمكن لها أن تلد طبيعيا -إن شاء الله-، لكن إن حدث لها أو للجنين أي طارئ –لا قدر الله- خلال المخاض، فحينها يجب إجراء عملية قيصرية.
إن الناحية الصحية عند زوجتك، تعتمد بشكل أساسي على نوع المرض الذي سبب لها تكرار حالة الانسداد في الأمعاء، هل هو مرض طارئ، وتم الشفاء منه بشكل كامل باستئصال جزء من الأمعاء؟ أم هو مرض مزمن قد يتكرر أو يأتي بهجمات -لا قدر الله-؟
على كل حال، إن استئصال جزء من الأمعاء قد يؤثر سلبا على امتصاص الغذاء، فكثير من المركبات يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، ولذلك يجب التأكد من أن زوجتك تتناول ما يكفي من السعرات الحرارية، ومن كل المصادر الغذائية، فلا يقل متوسط السعرات الحرارية المتناولة يوميا عن 2500 سعرة، ويجب تناول حبوب الفيتامينات المخصصة للحمل والحاوية على مركب الحديد، وكذلك حبوب الكالسيوم، ويمكن معرفة إن كانت زوجتك تتناول حاجتها من السعرات الحرارية، وذلك عن طريق متابعة الوزن كل أسبوع، فإن كان وزنها يزداد بالحدود الطبيعية خلال فترة الحمل، فهذا مؤشر على أن الامتصاص جيد في الأمعاء، وأن التغذية عندها كافية -إن شاء الله-.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك، وعلى زوجتك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقكما الذرية الصالحة والمعافاة.