السؤال
السلام عليكم
ابن أختي عمره 18 سنة، ترك الدراسة عندما كان في الصف السادس بسبب بطء استيعابه للمواد العلمية وضعف التركيز، وقد رسب مرتين في الصف السادس؛ لأنه لم يستطع إتقان القراءة والكتابة، وهو يرغب الآن بالتعلم، فهل توجد أدوية تساعد على التركيز والتعلم؟
ملاحظة: هو الآن يعمل وناجح في عمله، أرجو مساعدته وهو يسكن في ليبيا، ولا نعرف طبيبا مختصا في هذا المجال، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ homs nahed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر ابن أختك.
بطء التعلم له عدة أسباب، وله عدة أنواع، والإنسان قد يكون متفوقا ومتميزا في علوم معينة أو تخصصات معينة، ولكنه ضعيف في أشياء أخرى، مثلا تجد حتى وسط الناس العاديين الناجحين جدا، قد يكون الإنسان لديه مهارات متميزة في معرفة الطرق وحفظ أرقام التليفونات (مثلا) لكن يجد صعوبة في التعرف على الأشخاص.
هنالك من تجده سريع الاستيعاب للأعمال المهاراتية التي تتطلب عمل اليد، لكن الأمور التي تتطلب الاستيعاب اللفظي لا يجيدها، وهكذا.
هذا الشاب حفظه الله قلت أنه الآن يعمل وهو ناجح في عمله، إذا هو من النوع الذي يملك المهارة الكافية لما نسميه بالتطور الوظائفي، يعني الأعمال اليدوية، أو الأعمال المهنية التي لا تتطلب خلفية علمية أو أكاديمية، وحتى اختبارات الذكاء المعرفية لها عدة أقسام، هنالك القسم اللفظي المعرفي، هنالك القسم الوظائفي - أي المهني - وهنالك ما يسمى الآن بالذكاء العاطفي، وهو الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يتعامل مع ذاته ومع الآخرين.
فهذا الشاب الذي أراه إذا كان هنالك إمكانية للاستمرار (مثلا) في مدارس ليلية هذا لا يمنع أبدا، إذا كان هنالك كورسات في معاهد معينة يمكن أن يلتحق بها هذا لا يمنعه أبدا، لكن لا يوجد دواء، ليس هناك دواء يحسن من تركيز الناس، هذا الكلام خطأ، وليس صحيحا، نعم عقارات كثيرة كالإنكفلابول، وهناك عقار نتروبيل، وبعض المكونات الفيتامينات، والآن يشاع أن (أميجا 3) يحسن، لكن هذا الكلام أعتقد أنه ليس له أساسا علميا رصينا.
الإنسان يمكن أن يقوم بإجراء فحوصات عامة، يتأكد من مستوى الدم لديه، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الفيتامينات، مستوى الأحماض الأمينية، وهذه هي الأساسيات، إذا كان هناك نقص في شيء معين يتناوله الإنسان كعلاج تعويضي، لكن أن نقول للناس أن هناك أدوية تنشط الدماغ، هذا الكلام ليس فيه أمانة علمية، هذا ليس صحيحا.
فإذن هذا الشاب يتم استمراره في التعليم واكتساب المهارات مما ذكرته، وهذا الشاب أيضا لماذا لا نشجعه (مثلا) على حفظ القرآن الكريم؟ ما دام - الحمد لله تعالى - لديه عمل وهو ناجح في عمله، يستمر في عمله هذا، ويستمر في نجاحه هذا، ويكتسب معرفة أخرى، القرآن يفتق الذهن تفتيقا إيجابيا، ويجعل الإنسان يلم بالكثير من المعارف.
وأنا أرى أن القرآن يحسن عند الإنسان الذكاء العاطفي، والذكاء العاطفي هو الذي يقودنا للتعامل مع أنفسنا والتعامل مع الآخرين.
فأنت جزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر هذا الشاب، وأرجو أن تبلغيه أو تبلغي من حوله بما نصحنا به، وأي شخص يقول أنه يوجد دواء يحسن من الإدراك المعرفي هذا ليس صحيحا، هذا غير موجود أبدا، وأرجو ألا تقعوا في الطب التجاري في هذا الخصوص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.