السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشيد بالموقع المتميز والمفيد كثيرا.
أنا سيدة متزوجة، ولي طفلة، مشكلتي أني أعاني من تنميل في اليد اليسرى، وأعاني من ذلك حتى من قبل الزواج، حيث أنه بين فترة وأخرى تنمل، وبعد الولادة لاحظت بأن الجزء اليسار كله ينمل: الوجه، والفم، واليد، والرجل، وأصبحت تأتيني هذه الحالة في فترات متقاربة جدا، لدرجة أني أحيانا لا أستطيع حمل شيء في يدي، فما السبب؟
أرجو الرد، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ذهب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية..
أكثر سبب لتنميل اليد هو انضغاط العصب الأوسط عند الرسغ، وهذا يسمى تناذر النفق الرسغي، ويغذي هذا العصب أصابع اليد جميعها عدا الخنصر ونصف إصبع الخاتم، وتكون الأعراض بشكل خدر وتنميل في راحة اليد المصابة.
وقد يحس المريض بألم في اليد ينتقل أحيانا إلى الذراع، ويزداد الألم والخدر ليلا، إلى درجة أنهما يمكن أن يسببا أرقا للمريض، ويخف الألم عندما يهز المريض اليد في الصباح، وكذلك يخف الألم عند رفع اليد وجعلها أعلى من مستوى باقي الجسم، ويمكن أن تسبب ضعفا بالعضلات على المدى الطويل إن لم يتم علاجها.
من أسباب انضغاط العصب: نقص نشاط الغدة الدرقية، السكري، الحركات المتكررة لليد، أو عدم الحركة لفترات طويلة، أو الحمل.
أما العلاج: فيكون بوضع مثبت لليد أثناء النوم يسمى: wrist splint، واستخدام المسكنات، وفي حال عدم التحسن تحقن إبرة كورتيزون في النفق الرسغي، وعادة ما تخف الأعراض بشكل جيد عند من يعاني انضغاطا بسيطا.
يمكن لتخطيط الأعصاب أن يعطي فكرة عن درجة الانضغاط، فإذا كان بسيطا فإنه يمكن أن تتحسن الأعراض بعد إعطاء الإبرة الثانية، أما إن كان متوسطا أو شديدا، فعلى الأكثر فإنه بحاجة إلى العملية، وعلى كل حال يمكن تكرار الحقن مرة أخرى فقط، ووضع مثبت لليد لمدة أربع وعشرين ساعة بعد الحقن.
في حال كون الانضغاط شديدا، ولم تتحسن الأعراض بالأدوية، ومثبت اليد، والحقنة الموضعية، فعندها نلجأ للعلاج الجراحي، ونسبة نجاح العملية (90%).
أما بالنسبة لتنميل الوجه والفم واليد والرجل ونصف الجسم الأيسر:
ففي مثل هذه الحالة ينصح بإجراء صورة للرأس، لأنه دائما في مثل هذه الحالات إما أن يكون الأمر نفسي، أو أن يكون هناك سبب في الدماغ في منطقة الإحساس بالجزء الأيسر من الجسم، أو في منطقة داخل الدماغ مكان مرور الأعصاب التي تحمل الإحساس من هذه المنطقة.
إن كانت الأعراض مستمرة؛ فيفضل عرض نفسك على طبيب مختص بالأمراض العصبية للفحص الطبي الدقيق.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.