السؤال
السلام عليكم
أنا طالب تخرجت من كلية الهندسة بكالوريوس، لدي رغبة في أن أحضر للدراسات العليا, ولأني أعرف أن هذه العلوم لدينا هي نظرية، ولكن في الدول الغربية يكون هناك تطبيق لتلك العلوم، وفرص لطلاب الجامعات بأن يطبقوا أفكارهم على الواقع، وميزانيات ضخمة للأبحاث.
بحثت في الإنترنت، ووجدت عدة جامعات تقدم ماجستير في التخصص الذي أريده، وعندها إمكانيات كبيرة مقارنة مع ما لدينا في العالم العربي، ولكن كلها دول غربية.
لكني صراحة أخاف على نفسي الفتنة, وأحاول أن أتمرس على غض البصر, والله أحيانا لا أستطيع فيها أن أنظر للأمام، هذا وأنا أعيش في بلد عربي مسلم, فما بالك إن ذهبت لتلك الدول؟!
الآن أنا متردد ما بين رغبتي الشديدة في الدراسات العليا في جامعة مرموقة، وما بين خوفي من أن أفتن، ونعوذ بالله من مضلات الفتن.
ما رأيكم؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك - أيها الابن الكريم – في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونهنئك على النجاح والتوفيق، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، ونذكرك بضرورة إخلاص النية، والسعي في خدمة البلاد والعباد، انطلاقا من الرغبة في الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
كم تمنينا أن تكون في الأمة كفاءات علمية في كل المجالات، حتى لا تحتاج إلى غيرها، وهذه من فروض الكفايات التي تأثم الأمة إذا قصرت في القيام بها.
قد أسعدتنا وأفرحتنا هذه الرغبة في غض البصر، وهذا الخوف من الفتنة، فإنه حق للمؤمن أن يخاف من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولذلك فنحن نقترح عليك في حال الذهاب للدراسة أن يسبق ذلك الزواج، وأن ترتبط بزوجة صالحة تكون عونا لك على الخير، تعينك وتعينها، تعفك وتعفها، تأخذ بيدك وتثبتك وتكون إلى جوارك من أجل أن تحقق النجاح.
نحب أن نؤكد أن الزواج والاستقرار باب من أبواب النجاح في التعليم، لأن الإنسان إذا استقر نفسيا وحاول أن يتزوج فإن الهمة ترتفع، ويشعر أن هناك كثيرين سيفرحون بنجاحه.
كذلك أيضا يعتبر تخلصا من موضوع غاية في الأهمية، كما أن في حفظ البصر حفظا للعقل، قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم) وأخطر الخطايا على العلم وعلى الخشوع وعلى التبتل وعلى الاستقرار النفسي هو البصر.
شكوت إلى وكيع سوء حفظي* فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نور * ونور الله لا يهدى لعاص
لذلك لا نمانع من أن تواصل الدراسة، ولكن نتمنى أن تكون الأسرة متفهمة لهذا الوضع، وألا تسافر إلا مع زوجة صالحة تصطحبها، فالإنسان في حاجة لزوجة صالحة، بحاجة إلى دين يردع ويحمي، إلى علم أيضا يرد به الشبهات، ومن الضروري أن تتمكن من إظهار دينك، وأن تجتهد أن لا تطيل المكث في تلك الديار، بمعنى أنك تثابر لتتحصل على مرادك سريعا، ولو استطعت أن تختصر سنوات وأيام الدراسة فبها ونعمت.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونكرر شكرنا وترحيبنا بك في الموقع.