السؤال
السلام عليكم
ليلة البارحة ذهبت لرؤية بنت أود خطبتها, وهذه هي المرة الثانية التي أرى البنت فيها.
في المرة الأولى أسرت قلبي وأحببتها، لم تجلس طويلا، أما ليلة أمس فجلسنا لفترة أطول, لدي اعتراض على نحفها الزائد وقلت لها: كلي أكثر، ليست بالشكل الذي أريد 100% ولكن شيء ما بداخلي يقول لي: هذه زوجتك, ارتحت مع العائلة جدا وخصوصا مع الأم؛ فأمها إنسانة متفهمة وواعية وحكيمة، لا أعرف ماذا أفعل في الحقيقة؟!
عندما نمت ليلة أمس, حلمت بأنني بعدما خرجت من بيتهم, عدت إليهم لقضاء حاجتي, وصادفت صديقا لي في المنزل عندهم ورجلا آخر يريد أن يرى ابنة أخرى لهم، مع العلم أنه لا يوجد لديهم ابنة أخرى، وبعد ذلك حلمت بأني نائم عندهم في حديقة المنزل على التراب أنا وهذا الشاب، وجاءت الأم وأعطتنا غطاء لنتغطى به, مع العلم أن أجسامنا كانت ملامسة للأرض مباشرة.
بعد ذلك وقف هذا الشاب وبدأ شيء من الشحوار -مصطلح سوري رذاذ الفحم الأسود يخرج عند إشعال الحريق- ينزل من السماء، فما كان مني إلا أن قمت وخرجت من المنزل.
لا أعلم ما نوعية هذا الحلم أضغاث أم لا؟ في العادة لا أسأل عن الأحلام أبدا، ولكن لأهمية هذه الحالة ولأنها مصيرية أريد أن أعرف إذا كان له أي معنى؟!
والله الموفق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد في رسالتك - أخي الفاضل أحمد – فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد وضع لنا قواعد وضوابط لاختيار الجنسين، أي لاختيار الرجل والمرأة، فقال - صلى الله عليه وسلم – مخاطبا أولياء أمور النساء: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وقال للشاب أو الرجل الراغب في الزواج: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
إذا كانت هذه الأخت التي تقدمت إليها فيها تلك الشروط الشرعية التي بينها لك حبيبك - صلى الله عليه وسلم – من الدين والخلق فأرى أن تتوكل على الله، ولا تلقي بالا لهذه الرؤى والمنامات التي وردت في رسالتك؛ لأننا كما تعلم لا نأخذ الأحكام من هذه الرؤى ولا تلك المنامات، وإنما كل الذي عليك أن تصلي ركعتي الاستخارة، وأن تتقدم لهذه الفتاة بطريقة جادة، فإذا كانت لك وقد قدرها الله لك قديما فإنها سوف تكون لك بإذن الله، وسوف ييسر الله الأمر تيسيرا عجيبا، أو حتى لو حدثت هناك بعض الخلافات فسوف تكون في حدود المقدور عليه بإذن الله تعالى، وإذا قدر الله تبارك وتعالى ألا يكون لك فيها نصيب، فستجد أن الأمور تتعسر وتتوقف على أتفه الأسباب.
هذا هو الذي علينا أن نفعله، ولا ينبغي أن نعول طويلا على هذه الرؤى، وإن كانت في عمومها تدل على أنها ستكون لك - بإذن الله تعالى – كل الذي أتمناه هو أن تركز على الاستخارة، وأن تركز على المواصفات الشرعية التي حثك على التزامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأن تدع الأمر بعد ذلك لله جل جلاله وحده، وإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك فيها، وأن يجعلها عونا لك على طاعته، وأن يجعلك عونا لها على طاعته، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يجمع بينكما على الخير إن كان في ذلك خير لك ولها، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.