أرغب بحفظ كتاب الله.. فهل أبدأ بحفظه أم أنتظر حتى نهاية العام الدراسي؟

0 394

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة في الثانوية، أتمنى أن أحفظ كتاب الله، ولكنني دائمة الانشغال، وليس لدي وقت فراغ كبير، فبماذا تنصحوني؟ هل أقبل على الحفظ، أم أنتظر نهاية العام الدراسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ AICHA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة -، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يعينك على التوفيق بين دراستك المدرسة وبين حفظك لكتاب الله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد لك:

أن النجاح في الدراسة والتفوق فيها مطلب من الأهمية بمكان، كما أن حفظ كتاب الله تبارك وتعالى عبادة عظيمة، وشرف كبير للمؤمنة أن تحفظ كتاب الله تبارك وتعالى.

ومسألة تنظيم الوقت هي الأساس، وعنوان النجاح في هذه المسألة، ولا أظن أن هناك صعوبة في أن توفقي بين الأمرين، فنظمي الجدول واجعلي للدراسة وقتها، ونقترح عليك أن يكون المقدار المحفوظ من كتاب الله في هذه الفترة محدود، لأن العبرة هو التركيز، والمهم هو الاستمرار في هذه العبادة وفي هذه الطاعة العظيمة، التي هي حفظ كتاب الله.

فلو أنك قررت كل يوم ولو خمس آيات، أو خمسة أسطر، واتركي باقي الوقت للدراسة ريثما تنتهي في دراستك العلمية التي قد لا تتاح فيها الفرص بالنسبة لك مستقبلا، وتكوني بذلك قد حافظت على علاقتك الوثيقة بكتاب الله بهذا الحفظ المنتظم، والإنسان لا ينبغي أن يشعر بأن الأهمية هي مقدار الحفظ والمسارعة فيه، بل الحفظ الناجح هو الذي يسعى فيه الإنسان بسرعة محددة، ولا يكلف نفسه فوق طاقتها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أكلفوا من العمل ما تطيقون)، فنعتقد أن هذا مما يعين على النجاح، أن يكون لك مقدارا مناسبا من الآيات تحفظينها يوميا، ثم باقي الوقت - كما قلنا - يكون للدراسة النظامية الثانوية، لأننا أيضا نريد لحافظة القرآن - ولمن تحب كتاب الله – أن تتفوق في دراستها لتكون في المستقبل داعية، أو معلمة، أو في أي وظيفة تليق بالمرأة، وتكون رقما وقيادية، وهي أيضا ممن تحب وتحفظ كتاب الله تبارك وتعالى.

شاكرين لك هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه، ونحب أن نذكرك بأن مما يعين على تنظيم الأوقات: ربط الأوقات الدراسية بالصلوات، وخاصة القرآن، لو أنك قررت أن تقرئي مقدارا معينا قبل كل صلاة ، وخمس دقائق بعد كل صلاة، فإن هذا مفتاح لتنظيم الوقت أيضا، وتكوني أيضا قد دخلت الصلاة وأنت تنتقلي من طاعة إلى طاعة، فذلك أدعى لخشوعك بين يدي الله تبارك وتعالى.

ونوصيك باللجوء إلى الله، فإن التوفيق بيده، وما عند الله لا ينال إلا باللجوء إليه، والدعاء بهذا هو أفضل الأعمال.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يحقق لك كل ما تريديه في طاعته سبحانه وتعالى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات