السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 15 عاما, ووالدي -حفظه الله- بعمر 55 عاما, لا أستطيع التواصل معه كصديق, أريده أن يكلمني من أجل عمله وأموره ومشاكله, وأنا أريد أن أمنع عنه التدخين فلا أعرف, فكيف يكون ذلك؟
ساعدوني أرجوكم.
السلام عليكم
أنا بعمر 15 عاما, ووالدي -حفظه الله- بعمر 55 عاما, لا أستطيع التواصل معه كصديق, أريده أن يكلمني من أجل عمله وأموره ومشاكله, وأنا أريد أن أمنع عنه التدخين فلا أعرف, فكيف يكون ذلك؟
ساعدوني أرجوكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك هذا التواصل، كما نشكر لك حرصك على بر أبيك، والإحسان إليه، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في أخلاقك وإسلامك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
لقد وفقت -أيها الولد الحبيب– إلى حمل هذا الهم، هم البر بالوالد وتجنيبه ما يضره من التدخين، والحرص على الإحسان إليه، وربط العلاقة الوثيقة من المودة والمحبة بينك وبينه، ونسأل الله تعالى أن يبلغك أمنيتك وييسر لك الوصول إلى هذا الهدف السامي الرفيع.
نحن نضع بين يديك بعض النصائح والتوجيهات التي تعينك -بإذن الله تعالى– على الوصول إلى هذا الهدف الرفيع.
أول هذه النصائح والوصايا –أيها الحبيب–: أن تستعين بالله، وأن تلجأ إليه، وتسأله سبحانه وتعالى على الدوام أن يعينك على ما أنت عليه من الخير، وأن يفتح لك قلب الوالد، ويحببك إليه، فإن الدعاء من أعظم الأسباب للوصول إلى المقاصد التي نقصدها ونرجوها، ودلت على هذا النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة.
النصيحة الثانية: أن تحاول التقرب من والدك والتذلل له، والحرص على خدمته، فإن هذا مما يقربك من قلبه، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، فبجانب المحبة الطبيعية التي يحملها قلب الوالد لك، فإنه إذا رأى منك الحرص على البر به وخدمته وإدخال السرور على نفسه، فإنه سيزداد حبا لك، وستقترب من قلبه أكثر.
حاول أن تغتنم الأوقات التي يكون فيها أبوك هادئ البال فارغ الذهن؛ لتبدأ معه في الحديث عن همومك ودراساتك، ثم تدخل من خلال ذلك للتعرف على خبرات أبيك وتجاربه لتستفيد منها، مع ما يصاحب هذا السؤال من عبارات الإجلال والتوقير للوالد، كأن تسأله عن تجاربه في الحياة، وتطلب منه أن يقص عليك بعض تجاربه لتستفيد منها أنت، ويحسن بك في هذا المقام أن تثني على أبيك بالعبارات المنمقة الجميلة من المدح والثناء، كأن تثني عليه بأنك تراه رجلا رشيدا عاقلا فاهما، قادرا على مواجهة مشاكل الحياة وصعوباتها، ذا خبرة واسعة، وما شاكل ذلك من الكلمات، فإن المدح محبب إلى النفوس، وهذا سيدعو الوالد إلى التفاعل معك، وتجاذب الحديث، وحينها سيدرك أنك تحمل عقلا أكبر من سنك، فإنك مهما تكلمت مع أبيك فإنه ينظر إليك نظر الوالد إلى ولده، لكنك إذا استطعت أن تنمق عباراتك وأن تشعر والدك بأنك تقدر فيه من الأمور الكبيرة فإنه سيشعر بأنك تفكر تفكير الكبار.
أما عن صرفه عن التدخين: فإن نصيحتنا لك ألا تباشره بالنهي عن التدخين، لكن بإمكانك أن تغتنم الأوقات التي يكون فيها الوالد غير مدخن لتلفت انتباهه إلى أضرار التدخين وما يحمله من مشكلات عظيمة على صحة الإنسان، كأن تقول له: (قرأت يا أبي مقالا كتب عن التدخين، أحب أن أعرف وجهة نظرك فيه) وتعرض عليه مقالا من المقالات الكثيرة التي تتكلم عن أضرار التدخين ومصائبه.
أو أن تحاول إهداءه مادة مسموعة عن التدخين, شريط كاسيت يسمعه أثناء سيره في سيارته، أو نحو ذلك، فإن كان لا يتأثر بهذا كله فينبغي أن تستعين بمن يبين له حكم التدخين وأضراره ممن له كلمة مسموعة عنده، كأعمامك أو أخوالك، أو أصدقاء الوالد، أو إمام المسجد، ونحو ذلك ممن يمتلكون السيطرة أو التأثير على أبيك.
حاول أن تسمع والدك بعض المواعظ الدينية التي ترقق القلب وتذكر بالله وباليوم الآخر والحساب والجزاء، فإن هذا النوع من الوعظ له أثر بالغ على سلوك الإنسان وتصرفاته وتحريه للحلال وابتعاده عن الحرام.
نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وأن يأخذ بيدك ويوفقك، إنه جواد كريم.