دكتوري بالجامعة يثير شكوكي حول نواياه، كيف أتصرف معه؟

0 400

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة عمري20 سنة، طالبة بالجامعة.

لاحظت منذ فترة أن الدكتور الذي يدرسني إحدى المواد، يوليني اهتماما خاصا جدا، حيث أنه يقدم لي المساعدات المستمرة في كل ما يتعلق بالدراسة، ويتوسط لي عند كل دكتور، ويوجه لي نظرات إعجاب، وقد لاحظوا جميع من حولي من الصديقات وغيرهن باهتمامه الشديد بأموري، حتى ظن الكل أنه قريبي، وسألت الكثير من الطالبات عنه وهل يقوم بمساعدتهن هكذا، فتفاجئت بأنه لا يفعل ذلك مع أحد منهم سواي، كذلك يطلب مني أن أسأله في أي شيء لم أفهمه، وفي بداية الدراسة كانت تواجهني مشاكل في التسجيل وغيره، وقام هو بتنسيق الأمور وحل المشاكل المتعلقة بمواعيد محاضراتي.

للعلم أنه إنسان محترم وخلوق جدا ومتزوج وأب، وتصرفاتي معه عادية لا تتعدى ما بين الطالبة والدكتور.

سؤالي: كيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سونيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يهيأ لبناتنا مدارس وكليات خالية من الرجال ومن الاختلاط، فإن هذه الشريعة العظيمة باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال حتى في أطهر البقاع، حتى في أماكن السجود والخضوع لله -تبارك وتعالى-، لأن هذا الميل فطري وهو موجود، وقد أدرك الأعداء هذا المعنى فبدأوا في إنشاء الجامعات التي ليس فيها مجال للرجال، وجامعات أخرى للشباب ليس فيها مجالا للنساء، وقبل سنوات كانت عدد هذه الجامعات في أمريكا وحدها أكثر من ثمانين جامعة، فلست أدري متى ندرك نحن أمة الإسلام هذا الشيء الذي جاء به هذا الدين العظيم، والآخرون الغربيون ما توصلوا لهذا إلا بعد أن أفسدت عليهم تلك الأوضاع دنياهم، فهم لا هم لهم بالدين، وخرجت شباب لا يبالي إلا بشهواته، عند ذلك أدركوا الخطر فقاموا بإنشاء هذا النوع من الجامعات.

ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على الابتعاد عن هذا الدكتور، والابتعاد عن الرجال عموما والتغافل عنهم والتشاغل عن هذه النظرات والمتابعة، لأنا أيضا لا نريد أن تركزي بمثل هذا التركيز، ولولا أنك تركزين لما لاحظت كثيرا من المسائل، فتغافلي وتجاهلي مثل هذه التصرفات، وحاولي إذا كنت محتاجة لشيء أن تسألي الزميلات، وأن تسألي النساء من الموجودات، ولا تلجئي إليه إلا وأنت مضطرة في أمور لا يعرفها إلا هو، أما إذا كانت أمورا أخرى فمن المصلحة أن تلجئي إلى غيره، وتجتهدي في دراستك، وتجتهدي في غض بصرك، وفي البعد عن أماكن وجوده ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

إذا كان هذا الرجل إذا كان يريدك عليه أن يأتي من السبل الشرعية، يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، وعند ذلك تقررين، أما إذا كنت مرتبطة أو حددت مسارك فعليك أن تتغافلي وتبتعدي عنه، ولا تحاولي متابعة هذه الأفكار، حتى لا يحدث هنالك ميل، وقد لا يكون هو له رغبة، فربما كان مجرد معجب بك وبشخصيتك، ولذلك هو يركز عليك النظر، خاصة بعد أن أشرت إلى أنه متزوج وربما له أطفال، وأعتقد أن أهلك مثل كثير من الناس، لن يقبلوا لفتاة صغيرة أن تتزوج برجل عنده زوجة، وإن كان الشرع لا يمنع ذلك، إلا أن هذه الأمور ينبغي أن تكون واضحة أمامك.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا جميعا على طاعته، وأن يهيأ لبناتنا ولأبنائنا تعليم يباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات