السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على موقعكم، وعلى مجهودكم، وإن شاء الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب، أبلغ من العمر 28 سنة، تقدمت لفتاة تبلغ من العمر 16 سنة ونصف، وأهلها على خلق ودين، وبقي لها سنة دراسية،
فهل فارق السن الذي بيننا يحدث مشكلة، أو يؤدي لعدم التفاهم والانسجام بيننا، بما أنه ليس لديها خبرة في أمور البيت والتعامل مع الزوج، وما هي الطريقة لكي أتعامل معها بحكم صغر سنها؟ وكيف لها التنسيق بين أمور بيتها ودراستها؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الحرص على صاحبة الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين، وهنيئا لك بهذه الأسرة المحافظة الخيرة الفاضلة، ونؤكد لك أن فارق السن لا يضر، بل الإنسان إذا تزوج بهذه الطريقة فإنه يستطيع أن يسعد المرأة إذا تفهم هدي النبي - عليه صلاة الله وسلامه – حين تزوج من الصغيرات كعائشة وصفية وحفصة رضي الله عنهن وأرضاهن، وكيف أنه -عليه الصلاة والسلام- لاعب أمنا عائشة وسابقها وسبقته - عليه صلاة الله وسلامه –.
فإذا تزوج الإنسان مع من تصغره في السن فلا بد أن يعرف حاجتها كما قالت أمنا عائشة: (حاجة الصغيرة إلى شيء من الدلال وشيء من المرح معها) وهذا ما فعله النبي -عليه صلاة الله وسلامه – وترجمت عائشة ذلك بقولها الرائع: (فاقدروا قدر الجارية حديثة السن) بل هناك دراسات تذهب إلى أن الزواج في هذه الحالة، هذه الزوجة تعتبر زوجها أبا ومرشدا وزوجا، فهي تكون أطوع له ممن إذا كانت أكبر منه أو في سنه، فإنها قد تشعر بشيء من الندية، وهذا ربما يصادم بعض معاني الحياة الزوجية.
بالنسبة للدراسة: نتمنى أن تفتح لها الباب وتهتم بدراستها، وتشجعها على إكمال هذا المشوار، ونعتقد أن الزوج المتفهم إذا تزوج المرأة فإن هذا حافز كبير لها للنجاح؛ لأنها تجد من ورائها سيفرح بنجاحها ويساعدها ويشجعها، وطبعا هذ السنة لا بد أن يكون هناك احتمال لظرف البيت ووضع البيت، فلا تكلفها بما يشغلها عن دراستها، وحاولوا دائما في هذه السنة أن تجعلوا همكم وهدفكم النجاح في الدراسة، والتفوق فيها، والزوجة ستعرف لك هذا المعروف وتعرف لك هذا الجانب.
وأمور البيت -إن شاء الله تعالى- سترتب، طالما كان الفارق فقط سنة واحدة، لذلك نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إكمال المشوار، ونتمنى أن تتواصل معنا لتأخذ بعض التفاصيل حول الحياة الزوجية وطرائق التعامل مع المرأة، ونوصيك الآن بحضور دورات متخصصة في هذا الجانب، وبالاستماع لدورات أيضا مسجلة في هذا الجانب، وبالتواصل مع مواقع استشارية، حتى تعرف ما هي واجبات ووظائف الحياة الزوجية، كما هو من خلال هدي رسولنا خير البرية - عليه صلاة الله وسلامه – فإن الرجوع إلى هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن تعامله مع الزوجات ورأفته ورحمته ولطفه، فكان في بيته ضحاكا بساما، بل يقول للرجال – وهو سيد الرجال -: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
نوصيك بها خيرا، ونؤكد لك أن هذا سيجده الإنسان في موازين حسناته؛ لأن إحسان الزوج على زوجته من واجبات هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به الله.
نسأل الله أن يزيدك حرصا وتوفيقا وخيرا، ونكرر شكرنا لك.