السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 24 سنة، سافرت بعيدا عن أهلي للدراسة وتخرجت منذ سنة، ورجعت للعيش مع أهلي المقيمين بالخليج، - الحمد لله - أعمل حاليا ولكن لست مستقرة، أجد صعوبة في التأقلم مع الحياة.
عندما كنت في 18 من عمري فقدت والدتي بالمرض الخبيث المفاجئ، وبهذه الفترة سافرت لدراسة 5 سنوات لعلي أتناسى الحزن والأسى لما خسرناه، وبعد مدة قصيرة تزوج والدي لضرورة استكمال الحياة، ولاحتواء إخوتي الصغار المحتاجين للرعاية، لقد تغير كل شيء حولي، أهلي، غرفتي، خزانتي، وطفولتي التي كانت لها نكهة خاصة لمعنى الأسرة الذي أحن اليه، أشعر بالوحدة القاتلة والعزلة عمن حولي، حيث كان يوجد لدي أصدقاء بالجامعة ولكن أين هم؟
لا يوجد أقرباء ولا جيران ولا أصدقاء، أين هم؟ حيث أني لا أعرف أحدا بمكان العمل لاختلاف الجنسيات والعادات والتقاليد، ينتابني القلق من المستقبل، أشعر أن عمري يمضي ولا أجد أنيس ورفيق دربي الذي يهتم بي، وأجده عندما أريد أن أتكلم، أريد أن تكون لي عائلة وبيت مثل الآخرين، - والحمد لله - الشيء الذي يصبرني تقربي من الله، والالتزام بأداء الفريضة وكثرة الدعاء، إرادتي القوية تمنحني الصبر والتفاؤل لما هو آت.
تعبت و أريد أن أرتاح، ساعدوني ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أن من وجدت الله فماذا فقدت؟ ومن عرفت طريق اللجوء إلى الله تبارك وتعالى فبشرى لها، فتزودي من هذا الزاد، فإن خير الزاد التقوى، واعلمي أن اللجوء إلى الله والتوجه إليه والسجود له والخضوع له هو أعظم ما يمكن أن يربحه الإنسان في هذه الحياة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لك الزوج الصالح الذي يسعدك، ويعينك على إكمال هذا المشوار، وأن يرحم والدتك برحمته الواسعة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وندعوك إلى التعامل مع الصالحات من حولك، والتواصل مع مراكز التحفيظ القرآن، وحضور المحاضرات والتوجه إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن بيئة القرآن هي بيئة الخير، وهناك ستجدين صديقات إذا رغبت في الصداقة، وستجدين من يبحثن عن أمثالك لإخوانهن أو لمحارمهن أو لأبنائهن، لأن هذه مواطن مجيء الفاضلات الصالحات، ومواطن الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفعك عنده درجات.
ونؤكد أن التي استطاعت أن تسافر وتتعلم وتدرس، وتواجه هذه الصعاب قادرة - بإذن الله تعالى - الذي وفقها بالأمس، قادرة بحول الله وقوته على أن تكمل مشوار الحياة، فلا ترجعي إلى الوراء، وتعوذي بالله من الشيطان يريد أن يدخل علينا اليأس ويذكرنا بالأيام الشديدة ويذكرنا بالمواقف السالبة، وعلينا ألا نقف طويلا أمام المواقف السالبة، لأن المؤمنة تظن بالله خيرا، وتنتظر من الله الخير، وتلجأ إلى الله تبارك وتعالى.
فنسأل الله أن يعينك على الخير، ونرحب بك في هذا الموقع الذي سيوفر لك العلم والأنس، وستجدين فيه الجديد والمفيد عبر التواصل مع هذا الموقع وعرض مشكلاتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونؤكد أنك الآن في البدايات، وستتأقلمين على هذا الوضع، وستجدين خيرا كثيرا ممن حولك من الناس، فالخير هو الأصل في الناس، ولكن نحن ينبغي أيضا أن نتواصل، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونشاركك في الدعاء واللجوء إلى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.