السؤال
السلام عليكم
ابني يعاني من تشتت انتباه، ولكنه لا يعاني من فرط الحركة، يعني حركته طبيعية، لكن في التركيز ضعيف جدا، يأخذ (كونسرتا 18) منذ شهرين، قرصا يوميا، وأصبح أسوأ من الأول في الدراسة، بعد أن أخذ (الكونسرتا)، ولما كان صغيرا في عمر شهرين أخذ عقار ديباكين لمدة ثلاثة أشهر، لأنه كان تأتيه تشنجات.
عملنا له أشعة مقطعية على المخ، قالوا عنده حويصلة في المخ تذهب مع الوقت، ومن ساعتها لم نتابع هذا الموضوع، لأنه أصبح طبيعيا.
أنا لم أقل للدكتور الذي وصف له الكونسرتا بخصوص موضوع الديباكين، لأنه منذ زمان قد نسيته، لكن لما رأيت أن الكونسرتا لم يفده بل بالعكس أحسست أن مستواه الدراسي أسوأ من قبل، فتذكرت موضوع الديباكين، وجاءني الشك أن له سببا في عدم تأثير الكونسرتا، ولم يأت بنتيجة معه.
هو في الامتحانات يحل أول سؤال جيدا، وباقي (الامتحان كلها) خطأ تقريبا، حتى لو كان أول سؤال صعبا والباقي سهلا!
أرجوكم دلوني ماذا أعمل؟ لأني حزين عليه جدا، وجزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لابنك العافية.
بالنسبة لتشتت الانتباه إذا وصل إلى المرحلة المرضية لا بد أن يكون التشخيص بواسطة المختص، هذا مهم وضروري جدا، وأحسب أنك ما بدأت ابنك على الـ (الكونسرتا) إلا بعد أن استشرت طبيبا مختصا، فهذا الدواء والأدوية المشابهة لها أثر تجمعي، بمعنى أن فعاليتها تتحسن مع مرور الوقت، بشرط أن تكون الجرعة صحيحة.
بالنسبة لابنك الفاضل – حفظه الله – يجب أن ننظر إلى حسن تركيزه من عدمه في الجوانب الحياتية الأخرى، هل أصبح مثلا يندمج أكثر مع التليفزيون؟ هل أصبح مزاجه استرخائيا؟
هذه كلها مهمة، ليس قياس نجاح العلاج بالكونسرتا والأدوية المشابهة، ويجب ألا يعتمد القياس فقط على الأكاديميات والدراسة، نعم الدراسة مهمة جدا، لكن أريدك أن يكون التقييم كليا بالنسبة لابنك، وموضوع الدباكين لا أرى أنه ذو علاقة أبدا بحالة ابنك هذا، لكن لا بأس أن يتم إجراء تخطيط الدماغ له مثلا، هذا لمجرد الاطمئنان، لكن ما دام ليس لديه أي نوع من التشنجات أو مشاكل مسلكية فقطعا تكون كهرباء الدماغ -إن شاء الله تعالى- منتظمة، والحويصلة قد اختفت كما قالوا.
لمزيد من الاطمئنان إذا رأى الطبيب إجراء فحص صورة مقطعية للدماغ أو رنين مغناطيسي، هذا أيضا لا بأس به.
ابنك يمكن أن يساعد بوسائل كثيرة جدا، وأهم هذه الوسائل: أن نحاول أن ننظم وقته، والطفل من هذا النوع إذا شجعناه وحمسناه من خلال أن نخصص له وقتا للعب، فالكثير من الأطفال حين تبدأ معهم بتخصيص وقت محدد للعب ويكون هنالك شخص يلاعبهم أو يشاركهم في هذا اللعب، وبعد ذلك يكون الانصراف للمذاكرة، يكون ذلك نافعا لهم، وقطعا حين يتم تشجيع الطفل وتحفيزه وأن نجعله يعتمد على نفسه، هذا يؤهله لحسن الاستيعاب، كما أن النوم المبكر قطعا من مصلحة الطفل.
أخي الكريم: أنا أقدر تماما انزعاجك حول تحصيل ابنك، لكن أريدك أن تقيمه تقييما متكاملا، وتحاول أن تطور مهاراته في جميع الأصعدة، وقطعا التطور الدراسي والأكاديمي سوف يلحق، لأنه جزء من العملية المتكاملة كما ذكرت.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.