أعاني من تكيس المبايض وانقطعت الدورة منذ سنة ونصف، ما نصيحتكم؟

0 270

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم إفادتي ولكم جزيل الشكر.

أنا فتاة منذ كان عمري 22 سنة، وأنا أعاني من اضطرابات في الدورة الشهرية، فتأتي متأخرة أو متقدمة، أو بشكل بني قبل الموعد وينقطع، ثم تأتي الدورة في موعدها، المهم تأتي بشكل عشوائي، وكنت أعاني من فقر دم وظروف اجتماعية أثرت على نفسيتي.

والآن منذ حوالي ثلاث سنوات انحبس الحيض لمدة ستة شهور، فذهبت للطبيبة وعملت تحاليل وتصوير، والتحاليل ظهرت في مستواها شبه الطبيعي، والتصوير وضح أن لدي تكيسات في المبيض، وذكرت الطبيبة أن لا داعي للعلاج لأني بنت، وعندما أتزوج إذا ظهرت دواع للعلاج، ولم يحصل حمل أتعالج، خسرت ماديا ولا اهتمام منها، لكن أصريت على العلاج، وبعد خمسة أيام نزلت الدورة طبيعيا وانتظمت بعد ذلك.

والآن منذ سنة ونصف انقطعت الدورة وأنا لم أذهب للطبيبة، ظننت أنها مثل المرة الأولى، ساعدوني ماذا أفعل الآن؟ أنا غير متزوجة وأصبحت في حيرة شديدة، حالتي الصحية الظاهرية -الحمد لله- جيدة، وجسمي متناسق، وبعض الأحيان يزيد الوزن فأتبع حمية غذائية ويعتدل، وأستخدم البردقوش والمرامية وانتظمت عليها فترة، ولم تنزل الدورة، ولم آخذ أي علاج منظم حتى الآن، لكن قبل فترة كنت أتعالج عند طبيب الأسنان وآخذ كل فترة مضادات حيوية ومسكنات، لأن علاجي عند طبيب الأسنان أخذ حوالي خمس سنوات على فترات متباعدة قليلا، وعندي انتفاخ أسفل البطن ولا يوجد شعر زائد ولا سمنة، أنا ظاهريا سليمة –والحمد لله-، ولكني أعاني من تعب وآلام.

أرشدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس في الأمر احتباس للحيض، لأن احتباس الحيض مصطلح يشير إلى انسداد مجرى الدورة والغشاء تماما للفتاة البكر التي حان موعد حيضها، ولا يجد دم الحيض طريقه للخارج، ويتجمع شهرا تلو الآخر ويؤدي إلى حالة مرضية، يجب معها فتح مجرى الدورة والغشاء حتى تنزل الدورة.

واضطرابات الدورة الشهرية التي عانيت منها في الفترات الماضية بسبب الخلل في النظام الهرموني للدورة الشهرية، واضطراب في هرمونات الغدة النخامية، أو هرمونات المبايض، وهذا يؤدي إلى تأخر نزول الدورة بالشهور، ويساعد في هذا التأخر الحالة النفسية السيئة التي تمر بها الفتيات والسيدات.

ووجود حالة من التكيس PCOS على المبيضين، وهي حالة لا تستطيع البويضات الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وتتحوصل داخل المبيض، تؤدي إلى خلل في الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهناك علاج يمكن للفتيات غير المتزوجات تناوله دون خوف أو قلق، والهدف من العلاج وقف التكيس، ومحاولة علاج التكيس الموجود.

ومن المهم للفتيات متابعة الحالة، ومحاولة ضبط الهرمونات والدورة الشهرية قبل الزواج، ولا يوجد مانع من ذلك حيث أن البرنامج العلاجي لا يؤثر على العذرية، ولا يسبب أي حرج للفتيات، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم ووقف سماكتها.

والعلاج يعتمد في الأساس على إنقاص الوزن، لأن الوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

مع إعادة تنظيم الدورة من خلال تناول حبوب منع الحمل، ليس بالطبع لمنع الحمل فأنت فتاة غير متزوجة، ولكن لوقف التكيس، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض، مثل حبوب ياسمين لمدة 3 شهور، يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا، واحدة يوميا مع حبوب فوليك أسيد 1 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس أعشاب البردقوش والمرامية كما ذكرت في رسالتك، ولكن لا تعالج التكيس بمفردها، ويجب أن يكون العلاج متكاملا -بأمر الله تعالى-، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه وتستخدم لعلاج التكيس، وتحسين التبويض.

وفي نهاية تلك المدة هناك بعض التحاليل لهرمونات الغدة النخامية، وكذلك يجب فحص هرمون الحليب وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم وهي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل، والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات