السؤال
أنا بعمر 30 سنة، أدخن الشيشة منذ 13 سنة، وكنت مكثرا منها في بداية الأمر، لكن الآن نحو مرتين يوميا، أحاول أن أمتنع عنها.
وزني 73 وطولي 167، وليس لدي أمراض مزمنة، وقبل عامين كنت قد راجعت اختصاصي الجهاز التنفسي واستشاري القلب لأطمئن على صحتي، فقد أخذوا فحوصات خفيفة مثل جهاز لقياس ضربات القلب، والسونار، وقد ظهرت نتائجهم أني بحالة جيدة، ولكن هنالك الحويصلات الهوائية متأثرة بسبب التدخين، وقد سلمني دواء (بخاخ للرئة) استعملته لمدة شهر، وبعد نفاذه تركته، لأني تركت التدخين لفترة شهر، ولكني رجعت إليه.
الآن أعاني من اضطرابات في التنفس منذ فترة شهر ونصف، وغالب هذه الحالة عند الاستمرار في حديث، فإنه يأتيني شعور أن النفس يدخل، ولا يستطيع الخروج أو يخرج ولا يستطيع الدخول! مع تنملات في الصدر وآلام خفيفة مع إحساس بنبضات القلب بدقة بالرغم من انتظامها وعدم التسارع.
تكثر هذه الحالة عند بداية النوم بحيث إذا كنت نائما على أحد جنبي فإنه قد تأتيني حالات من عدم انتظام النفس، وإذا نمت على ظهري فلا يوجد هنالك شيء ما عدا آلام خفيفة جدا في الصدر، مثل إحساس بضيقة في الصدر وإحساس بتنملات، وعند الجلوس من النوم، ومع ممارسة يومية لا يوجد هنالك أي شيء حتى مع المجهود والمشي وغيرها.
علما أن هذه الحالة لم تأتني من قبل وإذا جاءتني قبل النوم لا أستطيع النوم حتى ولو كنت مرهقا جدا.
قبل يومين راجعت طبيب الإسعاف عندما جاءتني هذه الحالة، وقد وجد الضغط 120/80 بالرغم من أنه كل مرة أفحص فيها أجده 110/70 وهذا كله في معدله الطبيعي، وقال لي: إنها الشعب الهوائية من التدخين وليس فيك أي شيء.
لا أستطيع النوم من التفكير، خوفا من مرض خطير لا يمكن علاجه إذا أهملته، وإذا أمكن أن تدلوني على استشاري ممتاز يكشف لي عن حالتي.
أنا من السعودية لكن أستطيع المجيء إلى قطر إذا تطلب الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
كل ما تحتاجه أنت الآن هو أن تتوقف، وبلا رجعة عن استخدام النرجيلة، ويجب أن تعلم أن تأثير النرجيلة أكبر بكثير من تأثير السجائر على الجسم، فقد أوضحت عدة دراسات أن النرجيلة أكثر ضررا من السجائر.
النرجيلة الشرقية لا تخلو من التبغ، والمعروف باحتوائه على مواد ضارة، كلها تسبب السرطان، وهي: النيكوتين الذي يترك آثاره على الجهاز العصبي، ومن ثم يعتبر المسؤول الأول عن إدمان التدخين، والنشادر: التي تجعل النيكوتين أكثر قدرة على الذوبان في الدم، وبالتالي تعمل على التسريع في عملية إدمانه.
أما النعناع: فهو موجود في كل أنواع التبغ، ويعمل على التقليل من السعال المصاحب للتدخين، والسكر: فأنواع السكر المختلفة تضيع الطعم المر للتبغ، وتجعل التدخين أكثر إمتاعا، لكن حرق السكر ينتج مادة مسببة للسرطان ومضرة بالغشاء المخاطي.
مدخن النرجيلة حينما يدخنها في جلسة لفترة ساعة فإنه يستنشق نحو 200 ضعف كمية الدخان الذي يستنشقه مدخن السيجارة الواحدة، وإنه حتى بعد مرور دخان النرجيلة عبر الماء إلا أنه يظل يحمل كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة، والمواد المتسببة في السرطان.
إن استخدام الفحم الطبيعي أو الصناعي في إحراق المعسل أو التبغ هو أمر في حد ذاته يحمل مخاطر صحية تفوق تلك التي تنتج فقط عن إشعال التبغ مباشرة في السجائر, فالاستنشاق بخرطوم النرجيلة يشفط الدخان الناجم عن حرق المعسل ويشفط أيضا الغازات والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق الفحم, ومعلوم أن تلك القطع من الفحم المحترق تحتوي هي الأخرى على قائمة من الغازات والمواد الكيميائية.
استخدام النرجيلة يسبب أيضا تحسس القصبات الرئوية الحاد والمزمن بنسبة أكثر من 80% وتسبب انسداد القصبات الرئوية المزمنة، وبنسبة نحو 50 % وتسبب سرطان القصبات الهوائية وسرطان الرئة، وارتفاع نسبة الدهون بالدم تصل إلى أكثر من 75 % .
وجد كذلك أن الماء المستخدم بالنرجيلة لترطيب الدخان هو عامل لنمو البكتريا الداخلي الذي يؤدي إلى التهاب القصبات الهوائية والشعبية الحاد، ولذا؛ -كما ترى- فأنت قد تسبب الضرر للجهاز التنفسي، ويكفي هذا، وكما تعلم فإن العلماء قد حرموا التدخين كله سواء السجائر أو النرجيلة.
الأعراض التي تشكو منها هي أول الأعراض، فقد تجمعت هذه السموم في الرئتين خلال هذه السنوات 13 التي استخدمت فيها النرجيلة، ولن تتحسن الأعراض إلا إذا توقفت تماما، وبشكل نهائي عن استخدام النرجيلة، ويجب أن تهتم بنفسك فأنت في مقتبل العمر.
وبالله التوفيق.