السؤال
زوجي شخصيته شكاكة، فكيف أتعامل معه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بنت اليمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما سألت أختنا؛ فينبغي ابتداء أن نذكر التفسير العلمي للشخصية الشكاكة، ومن ثم كيفية التعامل معها:
أولا: صاحب هذه الشخصية يميل بطبعه إلى التفسير غير المبرر لتصرفات من حوله, وأحيانا يترقى به الحال، فيحمل الضغائن بشكل مستمر لمن حوله؛ لأنه يفسر كل تصرفاتهم على أنها عدوانية تجاهه، أو مليئة بالاضطهاد له، وبعض الناس ممن يحملون تلك الشخصية لا يصل بهم الحال إلى تلك العدوانية، ولكن تدور علتهم حول الإفراط والمبالغة في الحذر، وسوء الظن والشك في الآخرين.
إذن: هذا المرض على درجات متفاوتة من حيث الشدة والرخاوة, قد تكون بدايته خفيفة، كسوء الظن، وقد تكون حالة من حالات العداوة المفرطة للغير، وينبغي أنت أن تحددي شخصيته.
ثانيا: أسباب مرض الشك: يرجع الباحثون هذه الأسباب إلى عدة عوامل، أبرزها:
- استمرار التفكير الطفولي الذي يعتمد على تحليل كل الامور إلى البياض أو السواد، أو الخطأ أو الصواب، ولا مجال لأمر وسط بين الأمرين.
- القسوة والاضطراب السلوكي في الصغر، أو الحرمان وعدم الشعور بالأمن، أو الثقة المفرطة في إنسان ومن ثم الصدمة فيه؛ كل هذا يولد لدى الطفل إحساسا بالخوف، وعدم الأمان من المحيط الاجتماعي، مما يبعث في النفس زيادة الحذر والحيطة من الناس.
ثالثا: كيفية التعامل مع تلك الشخصية: ينبغي أن نقرر أن شخصيات الناس تختلف، ولكل طبيعته، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع الجميع، وما سنذكره الآن هو مشتركات يمكنك الاعتماد عليها وتطويرها حسب الحاجة:
1- التعامل معه بصراحة ووضوح لا يحتمل التأويل، سواء في الأقوال أو الأفعال.
2- تجنب مجادلته أو انتقاده، أو حتى تصويب أي أمر له إذا كان بحضرة أناس، وتصويب الأمر يحتاج إلى لطف في التعامل، واعلمي أنه ساعة تصويب الأمر له يعتقد في داخله أن الشخصية التي أمامه تريد فقط تخطئته؛ لذلك: من المفيد ألا نكثر الجدال، وإن كان رأيه صوابا أو قريبا من الصواب أن نعظم هذا الأمر أمامه.
3- لا تتركي ذيلا لأي موضوع قد يتطرق منه الشك، بل كوني واضحة جدا في تعبيراتك.
4-احرصي على أن تكون كل أفعالك أمامه بلا قيد ولا تكلف، فشاشة جهاز حاسوبك اجعليها واضحة له، ولا تجعلي رقما سريا لجوالك، ولا تحتفظي به أمامه، بل اجعليه أمامكما على الطاولة.
وأخيرا: عليك بكثرة الدعاء لله أن يصرف الله عنه هذا المرض، واجتهدي -أختنا- في مساعدته، واعلمي أنه مريض يحتاج إلى عناية أشد.
نتمنى في المرات القادمة أن تكتبي لنا بتفصيل أكثر حول أسباب شكه ومظاهرها.
نسأل الله أن يوفقكما لكل خير، وأن يصلح أحوالكم، والله الموفق.