استقلت من وظيفتي فأصبت بالاكتئاب في مرحلة البحث عن أخرى

0 512

السؤال

السلام عليكم.

أرسلت لكم من قبل عن عدم قدرتي على ضبط الطلاب المشاغبين، وبعد انتهاء الفصل الدراسي الأول قررت الاستقالة من الوظيفة، وخرجت وواجهت بعض المشاكل لخروجي ليست بالكبيرة، بالطبع بعض المعلمات قلن لي اصبري حتى نهاية السنة، وهذا كان رأي أمي قبل تقديمي الاستقالة، كانت تحاول منعي من ذلك، وإكمال السنة، قالت لي ستحرجين أمام زميلاتك اكملي السنة، طبعا أمي لم تتركني، أصبحت تصرخ علي بأن أكمل السنة وأصبر.

أعتقد دافع أمي لذلك هي أنني عانس، وبعملي أستر على نفسي، لكن لم أسمع كلامها، واستقلت حتى لا أظلم الطلاب معي؛ ولأن العمل بالمدارس الخاصة متعب، خاصة مع الأولاد، وكذلك المادة ليست من تخصصي، فلم أشعر بالراحة هناك.

والآن أمي تقول لي ابحثي عن عمل بمدرسة حكومية تكون للبنات، بالطبع سأرتاح، وأنا الآن أبحث وأشعر بالإحباط والاكتئاب لتركي الوظيفة، فأنا كما تعلمون متأخرة عن الزواج، لم يتقدم لي أحد؛ حيث أبلغ من العمر 28 سنة، وأخاف أدخل الثلاثين وما زلت عانسا، بالطبع أريد إكمال مسيرتي في التعليم، والدافع وراء ذلك هي العنوسة، فلو كنت متزوجة لن أكون موجودة بمجال التدريس، وبعض الأحيان يروادني شعور بالندم للاستقالة -ولكن قدر الله وما شاء فعل- وأعترف أن لي قريبات يحسدنني لما توظفت، فقمن هن بالتقدم للوظيفة، وأمي قالت يمكن أنها عين وحسد دفعتني للاستقالة.

والله أعلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أن العودة إلى الوراء قد تكون صعبة، ولا يفيد البكاء على اللبن المسكوب، ونؤكد لك أن طاعة الوالدة والحرص على برها هو الذي ينبغي أن تحرصي عليه في مستقبل الأيام، فإن الخير كله في طاعة الوالدة، وأمرها بالمندوب يصير واجبا، ونهيها عن الأمور العادية يجعل مخالفة أمرها من الإشكالات، ولكن المهم هو أن ترضى الوالدة الآن، وعليك أن تكرري المحاولات وتتوجهي إلى رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

ونحب أن نؤكد لك – وأكدنا لك مرارا – أن الحياة لا يمكن أن تخلو من التعب، وأن البدايات والصبر على الطلاب واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الخبرات والتواصل معنا عبر هذا الموقع لأخذ الإرشادات، كل هذه وسائل من أجل أن يطور الإنسان فيها نفسه، ولأن كل إنسان تواجهه صعوبات في البدايات، ترك العمل لما وجد موظفا يعمل، أو ترك الحفظ لما وجد من يحفظ كتاب الله أو يحفظ العلوم النافعة، ولذلك المسألة تحتاج إلى صبر.

وأرجو ألا تغتمي، فمسألة الزواج ستأتي في الوقت الذي يقدره القدير -سبحانه وتعالى- ونحب أن نؤكد أن المرأة نحن بحاجة إلى عطائها في عملها في مدارس بناتنا، وفي المستشفيات، وفي غيرها من المواطن التي لا بد للمرأة المسلمة أن تتعامل فيها، فخير لها أن تتعامل مع امرأة مثلها، وهذا من الواجبات التي ينبغي أن تقوم بها الفاضلات من أمثالك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق.

ونحب أن نؤكد أن السعادة ليست في الزواج، وليست في الوظيفة، وليست في غير ذلك، هذه أمور مساعدة، لكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره، فعودي نفسك الرضا بقضاء الله وقدره، ولا ترجعي ولا تقولي: (لو أني فعلت كذا كان كذا) ولكن قولي: (قدر، قدر الله وما شاء فعل) فإن لو تفتح عمل الشيطان، فانظري للمستقبل، واستعيني بالله -تبارك وتعالى- وكرري المحاولات، وتوجهي إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن لكل أجل كتابا.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات