أحاول أن أكون صحيح العلم في جوانب الحياة لكن ذلك يأتي على حساب العمل.

0 343

السؤال

أحاول أن أتعلم أكثر وأكثر، ولكنى لا أعمل؛ حيث أنني شخص أجد نفسي لا أفعل أي شيء، وذلك بسبب أنني دائما أبحث عن جمع أكبر قدر من المعلومات الصحيحة جدا لفعل أي شيء أريد فعله.

فمثلا: في مجال الرياضة، أبحث عن أصح الطرق لممارسة الرياضة والتمارين الرياضية اليومية، حتى لا يضيع الوقت والمجهود في ممارسة لا تعود علي بالنفع، وهكذا في مجال الثقافة والقراءة أيضا، أو في أي مجال آخر.

ولكن العلم بالشيء أعتقد أنه لا ينتهي، وأنا كنت أريد أن أكون أصح وأصح لكن يضيع يومي دون أن أفعل أي شيء، وإن فعلت أي شيء فأجد نفسي أرجع كما كنت، وأتأخر ولا أتقدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أخي الحبيب: قد ذكر علماء السلوك أن هناك فارقا كبيرا بين أهل التوكل وأهل التواكل، أهل التوكل يبذلون الأسباب، ويعلمون أن مقدر الأقدار هو الله، لكنهم كذلك تعلموا من القرآن أن الله أخبر مريم وهي في أشد وجع حملها قائلا: (وهزي إليك بجذع النخلة) فعلموا أن العمل مطلوب، وبذل الجهد واجب فتقدموا.

أما أهل التواكل فإنهم دائمي التسويف، ومن التسويف أخي الحبيب: التمادي في البحث عن الأصح، ومن المعلوم أن الأصح لا يمكن بلوغه، فحقائق الأمس أخطاء اليوم، والدنيا تتغير، والمرء عليه بذل جهده، لا بأس أن تبحث عن الأصوب وأنت تفعل الصواب، لا أن تتوقف عن العمل وأن تبحث عن الأصوب؛ لأن هذا من تلبيس الشيطان عليك، وأضرب لك مثالا: لو أن رجلا أدرك أنه يخطئ في هيئات الصلاة وأراد أن يصلي كرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هل له أن يتوقف عن الصلاة حتى يتعلم!! أم يصلي وكل يوم يصحح ما قد كان فيه مخطئا؟

وإذا قلت هذا في أمور الدين، فنقول لك: لو أن رجلا وقع في البحر هل بمجرد وقوعه يجدف بيده أم ينتظر حتى يفكر عن الطريق الأصوب؟! لا شك أنه يجدف؛ لأن الطوفان لا يتنظر أحدا.

أمر آخر نحب أن نجليه لك: ليس عيبا أن يخطئ الإنسان، فمن الخطأ يتعلم المرء الصواب، وما من عالم إلا وقد مر بمراحل أخطأ فيها وتعلم، حتى قالوا النجاح شط كبير لا يصل إليه إلا على جسور من التجارب يتخللها الأخطاء.

استعن بالله أخي الحبيب وابدأ العمل، واجعل تدريبك وتعليمك قائدا إلى معرفة الأصوب، واستعن بالله ولا تعجز.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يعينك على طريق الحق، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات