السؤال
السلام عليكم
أشكر لكل القائمين على هذا الموقع الجهد المبذول الذي يقدمونه، والله يجعله في موازين حسناتكم.
الحمد لله، قبل ثلاثة أسابيع عقدت النكاح على بنت أصغر مني بأربع سنوات، وأنا بعمر 27 سنة، خطيبتي هي بنت أخ لصديق لي، نصحني بها لأدبها وأخلاقها ودينها، وطلبت من أهلي أن يتعرفوا عليهم، وارتاحوا للبنت ولأهلها، وكذلك أمي تعلقت بها، وبعدها قررت النظرة الشرعية، والحمد لله ارتحت وقتها.
بعد عقد النكاح أحسست بعدم الراحة نوعا ما، وما ضايقني في الموضوع هو عدم اهتمام خطيبتي بالتواصل معي، فلا ترد على اتصالاتي جميعها، وإذا طلبت منها الاتصال علي إذا رجعت البيت تقول: طيب، ولكن لا تتصل.
علما أنها ليست خجولة جدا، وعندما أذهب إليها تتكلم بوضوح أفضل، وكذلك أهلها بعد العقد قالوا: نصارحك أن البنت لها أسبوعان ما ذهبت الجامعة، وكلما قلنا لها لماذا؟ تقول: متضايقة من الدراسة!
علما أنها تدرس في مجال الطب، ورسبت في السنة الثالثة، وأعادتها ونجحت، والآن هي في السنة الرابعة.
كذلك لاحظت لأكثر من مرة أنها تلمح لي أنها متعلقة بأهلها أكثر من أي أحد، وأن الزواج بالنسبة لها تكوين أسرة فقط، مثلها مثل أي بنت، وأنها تريدني أن أتقبلها على ما هي عليه، ولا تريد تغيير أي طبع من طباعها، حسب ما قالت لي.
كذلك مهما أرسلت لها من رسائل مودة أو غيرها ما ترد عليها أبدا، وأصبحت لا أطيق الاتصال ولا الإرسال لها.
أفيدوني في حالتي، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن المواصفات الجيدة في البنت وتعلق الوالدة بها ورضا الأهل عنها ورضاك عنها وتميزها بأدبها وأخلاقها، مؤشرات مهمة جدا في طريق النجاح.
ما حصل بعد ذلك من عدم التواصل الإيجابي منها ربما يدل على أنها ليست ممن يجيد هذا الفن، والدليل على ذلك أنها تحسن التواصل عندما تقوم بزيارتهم، والكلام الذي قالته بأنها تفضل أهلها وكذا ما ينبغي أن يقال ، ولكن ربما خانها التعبير، فما من فتاة إلا وهي تحب أهلها، لكن الإشكال هو في إعلان مثل هذه الأشياء، فأرجو ألا تقف عند هذه المسألة طويلا، واعلم أن المرأة بعد الزواج إذا نجح الزوج في أن يسعدها فإن الزوج دائما هو المقدم عندها، وهو أولى الناس بالمرأة.
حاول أن تكرر النصح لها، وأن تقترب منها، واجتهد في أن تكمل المراسيم؛ لأن الصورة الفعلية لا تظهر إلا بعد أن تكون الفتاة عند زوجها، وبعض البيوت لا يتيح للفتاة الخصوصية التي تجعلها تتكلم بالهاتف، وربما كان هذا دليلا بأنها تجيد الكلام عندما تكون وجها لوجه، ولا تجيد ذلك عندما تتكلم بالهاتف - مع أن الهاتف هو الأسهل - إذا كان هناك لها مكان مخصص ولها هاتف مخصص وليس هناك من يضايقها، وهذا ما لا نستطيع أن نتعرف عليه.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الصبر، ونؤكد لك أن الإنسان لا يفارق زوجته أو مخطوبته أو من عقد عليها بهذه السهولة، والواحد منا لا يرضى مثل هذا لبناته أو لأخواته، فحاول أن تتأقلم مع الوضع، وانظر للإيجابيات وضعها في كفة، ثم اجتهد بعد ذلك في أن تتعامل مع السلبيات بعد حصرها في إطارها الزماني والمكاني، واصطحاب المعاني التي أشرنا إليها، ونؤكد أن معظم الفتيات لا تأخذ راحتها إلا عندما تذهب إلى بيت زوجها.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.