السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة، عمري 25 سنة، عندي طفلين 5 و3 سنوات، وزني 78 كلغ وطولي 153 سم، أعاني من غياب للدورة الشهرية منذ سنة، وذهبت إلى الطبيبة النسائية من شهرين، ووصفت لي حبوبا تقوم بتنظيم الدورة، الدوفاستون والجلوكوفاج، وقالت أن عندي تكيس مبايض، وهناك اضطراب في الهرمونات، منها أن هرمون الحليب كان مرتفعا، لكنها ليست أول مرة أستعمل هذا الدواء ثم ترجع المشكلة نفسها، أريد أن أفهم:
- ما هو هذا المرض (التكيس)؟ وهل هو يأتي بسبب الوزن الزائد؟
- وهل الحمية والرياضة تكفيان للتخلص منه بدون شرب الدوفاستون؟ وهل هناك فرق في شرب الجلوكوفاج قبل أو بعد الأكل؟
- وسمعت أن التلبينة النبوية مفيدة في حالتي، وهي عبارة عن شعير مطحون، ثم يطبخ مع الحليب أو الماء، فهل هناك ضرر إذا كان الشعير محمصا (مقليا) مع إضافة الينسون والكزبرة إليه؟ وكم مرة في الأسبوع أو في اليوم يمكن استخدامها؟ وماهي كمية الشعير التي أطبخها للإنسان الواحد، أعني ملعقة شعير أو أكثر؟
- وهل غياب الدورة هكذا يمكن أن يؤدي إلى سن يأس مبكر؟
أرجوكم أفيدوني، شكرا لكم، ووفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SALMA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تكيس المبايض هو عبارة عن متلازمة مرضية تؤثر في أكثر من جهاز من أجهزة الجسم، لذلك فإن الاهتمام بعلاجها يجب أن لا يهدف إلى تنظيم الدورة الشهرية فقط، بل يجب أن يهدف أيضا إلى إزالة أي تأثيرات سلبية أخرى على أجهزة الجسم.
وسبب هذه المرض غير واضح تماما، لكن يعتقد بأن السبب هو على الأغلب وجود استعداد وراثي في خلايا الجسم لحدوث مقاومة على هرمون الأنسولين، بمعنى أن خلايا الجسم لا تستطيع الاستجابة لهرمون الأنسولين بشكل جيد، مما يؤدي إلى بدء سلسلة من الاضطرابات الهرمونية الأخرى في الجسم، من ضمنها ارتفاع هرمون الذكورة، مما يؤدي إلى حدوث خلل في عمل المبيض، ويسبب زيادة في جحم اللب المبيضي، أي الخلايا الداخلية في المبيض، وأيضا تسمك في قشرة المبيض الخارجية، فلا تتمكن البويضات من إكمال تطورها بشكل طبيعي، ولا تتمكن من الخروج من المبيض، أي أن الإباضة لا تحدث.
إن عدم قدرة البويضة على الخروج من المبيض هو ما يسبب تباعد الدورة وانقطاعها أحيانا، وهو ما يؤدي إلى حدوث سماكة شديدة في بطانة الرحم، وبالتالي قد يؤهب مستقبلا لحدوث الأورام في الرحم -لا قدر الله-.
إن زيادة الوزن ليست سببا رئيسيا في حدوث تكيس المبايض، فالتكيس قد يحدث حتى عند النحيلات، لكن زيادة الوزن تساعد وتسرع في حدوث المرض، بمعنى أوضح: إن وجود استعداد وراثي في جسم الفتاة لحدوث تكيس المبايض لا يعني بالضرورة بأنها ستصاب بهذا المرض 100%، لكن إن ترافق هذا الاستعداد الوراثي مع زيادة في الوزن، ففي هذه الحالة ستكون السمنة عاملا مساعدا في إظهار المرض، لأن زيادة الخلايا الدهنية في الجسم يعمل أيضا على إضعاف الاستجابة لهرمون الأنسولين، فإن كان هنالك أصلا استعداد وراثي لهذا الشيء فسيحدث تكيس في المبايض حتما، وهذه هي نقطة هامة جدا، لأنه في كثير من الحالات يكون خفض الوزن لوحده كافيا لعلاج المرض، أو لتفادي حدوثه حتى لو كان لدى الفتاة استعداد وراثي للمرض.
وهنا أحب أن أؤكد على نقطة هامة جدا، وهي أن أي خسارة في الوزن مهما كانت بسيطة حتى لو كانت 5% من وزن الجسم، ستحسن من الحالة كثيرا، وسيكون لها فائدة كبيرة -إن شاء الله تعالى-، وبالنسبة لك فإن وزنك زائد عن الحد المقبول لطولك بما يقارب 25 كلغ، لذلك فالخطورة العلاجية الأولى التي يجب اتباعها هي خفض الوزن، مع ممارسة الرياضة، ويمكن إضافة الجلوكوفاج، فهو سيساعد أيضا في خفض الوزن، وفي تحسين عمل الأنسولين، وبالتالي سيسرع في علاج حالة تكيس المبايض، ويمكنك تناوله قبل بدء الطعام مباشرة.
إن ارتفاع هرمون الحليب في حالات تكيس المبايض قد يكون بسبب حالة التكيس نفسها، وعند علاج الحالة بشكل جيد، فإن هرمون الحليب غالبا ما يعود إلى طبيعته بدون علاج.
وحبوب الدوفاستون ليست علاجا للتكيس، بل هي ستنظم الدورة فقط، لكنها لن تساهم في إزالة التكيس، والحبوب التي تساعد في علاج تكيس المبايض هي حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمون مثل حبوب (ياسمين)، لذلك أنصحك بإيقاف تناول الدوفاستون، والبدء بحبوب (ياسمين)، ولا تقلقي من كونها حبوب لمنع الحمل، فهي لا تستخدم لمنع الحمل فقط، بل لعلاج كثير من الأمراض النسائية، وهذه الحبوب تعتبر آمنة جدا، ولا تسبب العقم، بل على العكس فهي ستحافظ على مخزون المبيض، وستعالج حالة التكيس -بإذن الله تعالى-.
إن انقطاع الدورة بسبب تكيس المبايض لا يؤدي إلى حدوث سن يأس باكر، لأن البويضات لاتزال موجود في المبيض ولم تخرج ولم تتلف، وعند علاج التكيس سيعود المبيض إلى نشاطه الطبيعي -بإذن الله تعالى-.
ويمكنك تناول التلبينة النبوية كعلاج داعم للعلاج الدوائي السابق، ويمكن تناوله مع اليانسون والكزبرة أو بدونها، فلا مانع من ذلك وهذا يعود إلى رغبتك، لكن الأفضل عدم قلي الشعير، بل يجب تركه على طبيعته، لأن القشرة الخارجية تحتوي على فيتامينات ومعادن كثيرة جدا وهامة ومفيدة، والقلي سيتلف أغلب هذه الفيتامينات والمعادن.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.