السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الذي غير حياة الكثير للأفضل -ولله الحمد-.
مشكلتي تتكون من جزئين، استشارة علاجية وأخرى نفسية أسرية، عمري 30 سنة، وأم لثلاثة أطفال، أواجه صعوبات كثيرة حتى يحدث الحمل، الآن لدي بطانة الرحم رقيقة، وضعف تبويض وكيس على المبيض الأيمن، وأعاني من شبه انقطاع للدورة، فلا أراها إلا قطرات ولمدة يوم أو يومين فقط، أحاول متابعة العلاج مع الدكتورة لكن دون نتيجة، فلقد كتبت لي الدفاستون واستخدمته، ولكن الوضع كما هو.
ما هي أسباب بطانة الرحم الرقيقة؟ وما هو العلاج المناسب لمثل حالتي؟
أما الشق الآخر من السؤال، فزوجي عمره 41 عاما، ورافض لفكرة الحمل نهائيا، ابني الصغير الآن عمره خمس سنوات، وفطرة الأمومة لدي تحتم علي التفكير بالحمل، وكذلك خوفي من التقدم بالعمر دون إنجاب، علاجي يحتاج فترة طويلة، فهو رافض للاستمرار بالعلاج لأجل الحمل أو التفكير بالحمل، حاولت إقناعه كثيرا أن نبدأ بالخطوة الأولى ونترك الباقي على الله، إن حصل حمل أو لم يحصل، وعند مناقشتي له يذكر بأنه يرى أن ثلاثة أطفال عدد جيد، وأن الحياة تغيرت، وأنه يريد تأمين مستقبل أفضل لهم.
هل هذه أسباب مقنعة كي يرفض الحمل؟ وكيف أقنعه وهو يستخدم العزل باستمرار إلا في حالة استخدامي لحبوب منع الحمل؟ وهل يحق له أن يمنعني من الحمل؟ وهل أوافق وأترك فكرة الحمل؟ علما بأني أفكر جديا وأتمنى أن أرزق بطفل، ما رأيكم؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يسعدك في حياتك الزوجية، ونؤكد لك أن الجزء الطبي ستجيب عنه الطبيبة، وهي من الطبيبات الفاضلات، نسأل الله أن يعينك على الاستفادة من إجابتها.
أما الجانب الثاني، فكم تمنينا لو أن هذا الزوج لم يجعل هذا عذرا لرفض الإنجاب، فإن الله هو الرزاق الذي تكفل بالأرزاق، وهذا شرط ركز عليه المؤتمر الإسلامي عندما تكلم عن مسألة تحديد النسل وتنظيم النسل، فتنظيم النسل لا مانع منه إذا كان ذلك بسبب الحفاظ على الأم، أو الحفاظ على الطفل حتى لا يتضرر بالولادات المتكررة، فلا يستطيع أن يكمل فترة رضاعه.
أما تحديد النسل واعتبار أن مسألة الرزق مشكلة (ومن أين نأتي لهم بالطعام؟ والزمن تغير، وأريد أن أؤمن لهم المستقبل) هذه اعتبارات لا تقبل من الناحية الشرعية، لأن المستقبل بيد الله تبارك وتعالى، صحيح نحن نفعل الأسباب، لكن نتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
وإذا كان الدافع لرفض الحمل، ورفض مجيء مزيد من الأطفال هو الخوف على رزقهم، أو كيف نؤمن مستقبلهم؟ وكيف ندرسهم؟ إلى غير ذلك من الكلام الذي يقال، فإن هذا لا يقبل من الناحية الشرعية، وإلا فكم من رجل مات عاش أبناؤه ملوكا وسعدوا، وامتلأت أيديهم بالأموال، لأن الله هو الرزاق، ولأن الرزاق حي لا يموت سبحانه وتعالى.
ونتمنى أن تتفاهمي مع الزوج، ولكن بهدوء، ونحن نقدر حاجتك إلى أن تحققي معاني الأمومة، وأن يكون عندك أطفال يشغلون وقتك، وفعلا الإنسان لا يدري متى يأتيه الولد الصالح، والبنت الصالحة التي تكون سببا لدخول أبويها إلى الجنة.
لكن على كل حال نحن ما نريد أن يكون هذا سببا لتوترات دائمة ولمشكلات دائمة، فحاولي أن تتواصلي معه، وذكريه بالله تبارك وتعالى، واجتهدي في العلاج جهدك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحقق لكم المراد فيما يرضيه، وأن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة د. منصورة فواز سالم، اخصائية أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطانه الرحم الرقيقة وشبه انقطاع الدورة، فيه إشارة إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، والسبب الغالب في تأخر أو انقطاع الدورة هو حالة التكيس على المبايض، التي تحدث بسبب الوزن الزائد، وبسبب عدم مقدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتتحوصل داخل المبايض، أيضا قد يكون هناك خلل في منظومة الهرمونات، سواء هرمونات الغدة النخامية FSH- LH- PROLACTIN، أو هرمونات المبايض Estrogen & progesterone، بالإضافة إلى هرمون الذكورة، وهرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4.
وعلى ذلك فهناك مشكلة في حدوث الحمل، ومحاولة حل المشكلة يحتاج إلى فحوصات وتحاليل، وأشعة سونار على الرحم والمبايض، ولا داعي للعزل أو لغيره، لأن الحمل يحتاج إلى دورة شهرية منتظمة، وإلى تبويض، وشبه انقطاع للدورة يشير إلى صعوبة الحمل في الوقت الحالي، وبالتالي لا تكلفي نفسك وزوجك ما لا تطيقوا، ولا داعي لنختلف على شيء لا نملكه أصلا.
والمرحلة الأولى في العلاج هي محاولة إعادة تنظيم الدورة، وذلك من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية دورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.
وفي حالة زيادة وزنك، فإن الوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وبالتالي يحب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج، مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك استعمال حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن، وأقراص حديد في حالة وجود أنيميا.
وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وليس فقط الأناناس لأنها تساعد على علاج التكيس، ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتان يوميا فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض، لأنها تحتوي على مواد بها خصائص الهرمونات الأنثوية.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.