السؤال
السلام عليكم
عمري 39 عاما، عندي خمسة أطفال، مرضي بدأ من سنة، وكانت البداية ألم في يدي اليسرى، عملت التخطيط والإيكو وكانا سليمين، والآن عاد مرة أخرى مع ألم في القلب، ذهبت لدكتورة وعملت فحوصات الغدة والجرثومة والدم، وكلها طبيعية –والحمد لله-، وتخطيط القلب كان سليما، وعملت إيكو وقالت الطبيبة أن عندي التهابا في الصمام، وكأنه معي منذ زمن، ولم تعطني علاجا لأن الالتهاب خفيف جدا كالشعرة، وأعطتني علاج بروتين، وشخصت ألم الصدر وضيق التنفس أنه ارتجاع في المريء.
أتعبني العلاج كثيرا، لأن معدتي أساسا تؤلمني، وكانت عندي جرثومة قبل سنة وتعالجت منها، صار عندي خفقان شديد في فم المعدة بعد يومين من العلاج، رجعت للدكتورة وأعطتني اندرال 10 يوميا حبة فقط، ويأتيني الخفقان عندما تؤلمني معدتي، وعندي غازات، وأحيانا إمساك وإسهال، وما يخيفني الآن أصابني ألم في الليل في القلب أيقظني من النوم، وقمت وأنا أتعرق زيادة في الوجه والصدر، وانتهى الألم ولم أستطع النوم، مما أقلقني! هل هذه ذبحة صدرية أم ماذا؟ وأنا أعاني من الوسواس القهري منذ زمن، لكني تغلبت عليه منذ عشرين عاما، والآن رجع الوسواس رغم التزامي بالصلاة والأذكار، وأنا خائفة من الموت جدا، وصارت حياتي كلها اكتئاب، وأشعر بنبض غريب مثل الرفرفة في صدري من اليوم.
اعذروني على الإطالة، وأسأل ربي أن يرزقكم مرافقة النبي –صلى الله عليه وسلم- في الجنة، طمئنوني جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
الحمد لله أن التخطيط طبيعي، وفي مثل سنك، ودون وجود عوامل خطورة لتضيق شرايين القلب، مثل: السمنة، والتدخين، والسكري، وارتفاع دهون الدم؛ فإنه لا يوجد احتمال أن تكون هذه الآلام من تضيق شرايين القلب، وإنما هي من الارتجاع، وخاصة أن هذا الألم والخفقان يحصل عندما تشتكين من آلام في المعدة، وكذلك حصل عندما كنت نائمة، فهذا يشير إلى أن السبب هو الارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء.
وقد يستغرب بعض الناس كيف يمكن للارتجاع أن يسبب آلاما في الصدر والخفقان؟ ويفسر ذلك بان ارتجاع حموضة المعدة الشديدة الحموضة إلى المريء يسبب تخريش المريء، وتهيج الأعصاب في هذه المنطقة مما يسبب تقلص عضلات الصدر، وكذلك فإن التوتر والقلق اللذان يرافقان الارتجاع يسببان أيضا تقلص عضلات الصدر، ومن ناحية أخرى كذلك فإن الغازات التي تكون في المريء قد تضغط على العصب العاشر، وهو العصب الحائر، وهو يؤدي إلى الخفقان، ولذا فإنه يجب التركيز على علاج الارتجاع، ومراجعة العلاج بشكل جيد، فيجب تناول الدواء المضاد للحموضة مرتين في اليوم، صباحا ومساء، مثل:
Losec
Pariet
Pantoprazol
Lanzoprazol
وتجنب ما يزيد من أعراض الارتجاع، ومنها تجنب المأكولات والمشروبات التي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وعند النوم ينصح برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة (15 سنتيمترا) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة، استشاري أول- باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
حالتك هذه نسميها (حالة نفسوجسدية) يعني القلق والتوتر قد أدى، أو على الأقل زاد في الأعراض الجسدية والتي معظمها تتمركز حول الجهاز الهضمي، والقلق مثبت أنك تعانين منه، لأنك تعانين من الوساوس القهرية، والوساوس القهرية في جلها ومعظمها قلقية.
نصيحتي الأولى لك هي ألا تترددي كثيرا على الأطباء.
ثانيا: أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب: ممارسة شيء من الرياضة يناسب المرأة المسلمة، تنظيم الوقت، تنظيم الأطعمة، النوم المبكر، الحرص على العبادة، صلة الرحم، التطور الأكاديمي أو الوظيفي، محاولة الاكتساب من المزيد من المعرفة، هذا كله يؤطر لحياة صحية جيدة تساعد الإنسان في صحته الجسدية.
وهنالك نقطة مهمة جدا، وهي: أن لا تحتقني داخليا، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال عدم الكتمان، التعبير عن النفس وتفريغ ما بداخلها من خلال أن يعبر الإنسان عما بذاته أولا بأول، هذا فيه خير كثير، ويؤدي إلى التحسن - إن شاء الله تعالى -.
أنا أريدك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، - وإن شاء الله تعالى - تفيدك، الدواء يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وله أسماء تجارية أخرى. الجرعة هي أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجراما من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – أي نصف حبة –، تتناولينها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعليها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.