كيف أتخلص من سوء الظن والكآبة؟

0 425

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الهادف.

أود أن أستشيركم في موضوع، فأنا إنسانة يائسة، وأسيء الظن أحيانا بالله، وأرى الأمور دائما بشكل سلبي، وقليلا ما أتفاءل، وقد حاولت مرارا أن أتفاءل وأحسن الظن بأن القادم أجمل، وسوف يتحقق ما أريد، ولكن تأتي المواقف لتخذلني، وتجعل مني إنسانة يائسة، وتخاف من المستقبل، فأنا أرى أنه لا يمكنني أن أتزوج، فالخاطب يأتي ثم لا يعود، وأصبحت أرى بأني لا أستحق السعادة، وأخاف أن أقع في الحسد، فقد أصبحت أنظر لرزق غيري وأقول: لماذا كل صديقاتي يتزوجن وأنا لا؟ ولماذا لا يأتيني سوى تعكير المزاج والنكد؟

أريد نصيحتكم لأحسن الظن أكثر وأتفاءل، وألا أيأس من رحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا السؤال، وندعوك إلى أن تحسني الظن بالله، وندعوك إلى أن تتفاءلي بالخير، فإن الإنسان إذا تفاءل بالخير جاءه الخير، ومن تشاءم جاءه الشؤم، ومن تطير جاءه التطير السيئ أو التصور السيئ الذي كان يخاف منه.

فأحسني الظن بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن نعم الله مقسمة، ودائما ينبغي أن ننظر إلى من هم أسفل منا، إلى من هم دوننا في كل أمور الدنيا، عندها سنجد أنفسنا وألسنتنا تلهج بذكر الله تبارك وتعالى، مهما كانت حالة الإنسان من البؤس فإنه لو طبق توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انظروا إلى من هو أسفل منكم -إلى من هو دونكم– ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، كي لا تزدروا نعمة الله عليكم) فإنه سيجد نفسه في نعم عظيمة.

أنت -ولله الحمد- الآن تكتبين إلينا، وهناك من لا تعرف الكتابة، أنت -ولله الحمد- بعافية، وهناك من في الإنعاش، أنت -ولله الحمد- بجوارح كاملة، وهناك من فقدت بعض جوارحها، فاحمدي الله على ما أولاك، واعلمي أن نعم الله مقسمة، فهذه زميلة تتزوج ولكنها لا تسعد، وهذه تحرم الزواج ولكنها تنال الوظيفة، وهذه تتزوج ولكنها لا تجد الأولاد، والسعيدة هي التي ترضى بالنعم التي تتقلب فيها، كلنا ذلك الذي ينغمر في نعم الله تبارك وتعالى، ولكن من الإشكال أن الإنسان ينظر إلى ما في أيدي الناس، فينسى النعم التي يتقلب فيها، ولذلك:

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر

إذا كانت الفتاة تريد مثل حقيبة هذه، وفستان هذه، وذهب هذه، وأموال هذه، وعمارة هذه، أتعبتك يا أمة الله المناظر، ولكن السعيد هو الذي ينظر إلى النعم التي يتقلب فيها، ومن هنا فنحن ندعوك دائما إلى أن تحسني الظن بالله، وإذا بدأت من الآن بالتفاؤل بالخير فسيأتيك الخير، أما الذي يتشاءم فيأتيه الشؤم.

ولذلك علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقول للمريض: (ما شاء الله، أنت طيب، أنت فيك خير، لا بأس طهور إن شاء الله)، ولكن لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (لا بأس، طهور)، فرد هذا التفاؤل من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (أي طهور، بل هي حمى تفور، على شيخ وقور، تزيره القبور)، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فنعم إذا) فمات الرجل.

ولذلك ينبغي أن تتفاءلي بالخير، وأنت -ولله الحمد- صاحبة نعم ومواهب، والدليل هو هذا التواصل مع الموقع، وهذه الكتابة، وهذا المستوى من التعليم الذي وصلت إليه، فاحمدي الله على ما أنت فيه من النعم، وفكري في نعم الله عليك لتؤدي شكرها، وخذي ورقة وعددي نعم الله عليك، الجوارح، العافية، هذا النفس الذي يصعد، البصر، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

واعلمي أنه سيأتيك الرزق الذي قدره الله في اليوم الذي قدره الله في الوقت الذي حدده الله، واعلمي أن كل فتاة جميلة بحجابها وإيمانها وأخلاقها، وأن لكل فتاة من سيعجب بها، فسيأتيك ما قدره لك القدير، فتوجهي إلى الله، وأشغلي نفسك بطاعته وعبادته.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات