السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ حوالي ثلاث سنوات من ألم في الظهر والساق اليسرى، ولكن منذ حوالي شهر قمت بعمل شاق مما أدى إلى عجز تام في التحرك على القدم اليسرى، وبعد قيامي بأشعة طنين مغناطيسي اتضح أني أعاني من انزلاق غضروفي ما بين الفقرة الرابعة والخامسة.
وبعد ذهابي للدكتور قام بإعطائي بعض الأدوية مما أدى إلى تحسن حالتي جزيئا، وخاصة أنني لم أكن أستطيع النوم، ولكن بعد العلاج الذى دام قرابة الشهر، مع تغير العلاج أكثر من مرة تحسنت حالتي واستطعت النوم والحركة، ولكن مع وجود ألم.
وقد نصحني الدكتور بعدم إجراء عملية جراحية، وخصوصا بأن جسمي متناسق بالنسبة للطول والوزن، وسني صغير، وأنني سوف أستغرق بعض الوقت مع العلاج حتى أعود إلى طبيعتي من دون ألم، ولكن سأعيش حياتي بحذر بعد ذلك.
والسؤال هنا: هل العملية الجراحية أفضل، أم نصائح الدكتور بعدم القيام بها؟ وهل يمكن العودة إلى طبيعتي مرة أخرى بعد إجراء العملية، أم أني سوف أعيش بتحفظات أيضا؟ وما هي مدى خطورة عودة الغضروف مرة أخرى بعد العملية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما تعلم فإن الانزلاق الغضروفي يمكن أن يسبب ضغطا على جذور الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي، مما يؤدي إلى آلام أو تنميل، أو حتى ضعف في الطرف السفلي، إلا أنه يجب أن تعرف أن هناك الكثير من الناس ممن يكون عندهم انزلاق غضروفي ولا يعانون من أي أعراض، ولا يسبب انضغاط العصب.
ويجب أن تعرف أيضا: أن معظم من يعاني من انزلاق غضروفي مع الأعراض لا يحتاج لعملية جراحية لتصحيح المشكلة، وتكون أعراض الانزلاق الغضروفي الضاغط على الأعصاب بشكل:
- ألم شديد أسفل الظهر وقد يمتد الألم إلى قاعدة المؤخرة والساقين.
- الشعور بتقلصات حادة في عضلات المؤخرة أو الرجلين عند المشي.
- قد يزداد الألم عند العطس أو السعال أو الضحك أو التمدد.
- الشعور بالخدر والتنميل في الأطراف السفلية.
- عدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة أو المشي لمسافات طويلة.
في حالات شديدة فإنه قد يسبب ضعف القدرة على التحكم في عمل المثانة، وفي معظم الحالات يتحسن المريض على العلاج بالأدوية، ولا يحتاج للتدخل الجراحي، فقط 10% من حالات الانزلاق الغضروفي التي تستمر فيها الآلام التي تنتشر إلى الطرف السفلي، أو أن يكون هناك ضعف في المثانة، أو يكون الضغط على النخاع الشوكي كبيرا، فإنه عندها يكون هناك حاجة للتدخل الجراحي أو العلاج الدوائي.
وتتضمن الجراحة في العادة إزالة جزء من القرص التالف أو إزالته بالكامل، لتخفيف الضغط على العصب وألم الساق، إلا أن هناك عمليات أخرى يقررها الطبيب المعالج نفسه، أي أن التدخل الجراحي يتم بسبب عدم تحسن الأعراض عند المريض.
ويجب أن تقوم بإجراء تقوية لعضلات الظهر لمنع حدوث الآلام مرة أخرى، وتراعي بعض الوضعيات، وكيفية رفع الأثقال؛ بأن تكون قريبة من الجسم، ورفعها وأنت في وضعية القرفصاء، وليس وأنت منحنيا للأمام، والنوم على الجنب مع ثني الركب.
إذا تم إجراء العملية فإنه يمكن لمعظم المرضى مغادرة الفراش في نفس اليوم الذي أجريت فيه الجراحة، ويزاد النشاط تدريجيا بحيث يتمكن المريض عادة من العودة إلى منزله في غضون 24 ساعة بعد ذلك الإجراء، تبعا لمدى الجراحة، وقد يخلف ذلك الإجراء بعده بعض الألم، ويتم استخدام أدوية لتخفيف الآلام، وقد يعود الغضروف مرة أخرى في مكان آخر غير مكان إجراء العملية.
على كل حال: طالما أن الأعراض قد تحسنت فأنت لست بحاجة للعملية، وإنما تمارين لتقوية عضلات الظهر لمنع حصول الآلام مرة أخرى، ويكون بإشراف المعالج الطبيعي، ثم تقوم أنت بها بنفسك وباستمرار.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.