السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أني لا أستطيع المحافظة على الصلاة، أعلم أهميتها وأنها عمود الدين، وأعلم أني مذنبة، لكن ما العمل؟ هنالك شيء يمنعني عن الصلاة لا أعلم ما هو! فلم يسبق لي أن صليت خمس صلوات كاملة في يوم واحد.
أنا حزينة جدا بشأن هذا الموضوع، وبما أني لا أحافظ على الصلاة فقد ابتليت بالشهوات، فأنا أمارس العادة السرية في الأسبوع مرة، وأسمع الأغاني كثيرا لدرجة أني أنام وأنا أستمع لها، وهذا يترك ندبة في قلبي، لكنني لا أعلم كيف أحافظ على الصلاة وأترك المعاصي؟
أرجوكم دلوني على حل نهائي لهذه المشكلة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلملم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسعدنا تواصلك معنا في أي وقت، وتحت أي تساؤل، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك في عمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
إنه لمن دواعي حزننا أن نسمع منك هذا الكلام وأنت الفتاة المسلمة المؤمنة، وأذكرك هنا بما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال: كان رسول الله ـصلى الله عليه وسلم- مما يكثر أن يقول لأصحابه: (هل رأى أحد منكم من رؤيا؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وأنه قال لنا ذات غداة: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما استتبعاني وأنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصلح رأسه كما كان، ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال قلت: سبحان الله ما هذا؟..وبعد تمام قصة الرؤيا قالا له: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة). فهل تحبين –أختنا- أن يكون هذا المصير مصيرك؟
لن يكون مصيرك هكذا -إن شاء الله-، أتدرين لماذا؟ لأنك من داخلك غير راضية عما أنت فيه، أنت من داخلك تريدين أن تكوني ملتزمة تقية نقية، ولكن غلبك شيطانك، ورسالتك هذه لعلها تكون فاتحة خير لك.
أرجو منك -أختي الفاضلة- الآن أن لا تكملي قراءة الجواب، نعم توقفي الآن وقومي وتوضئي، وصلي لله ركعتين بنية التوبة، ثقي أن الأمر سيكون ثقيلا عليك، لأن الشيطان الآن يريد أن يصرفك، ونحن نقول: أنت أقوى بالله منه، اجمعي قواك واستعيذي بالله من الشيطان، وقومي الآن، وستدركين بعد أن تنجحي عظم ما فعلت.
هل قمت أختنا وهل صليت؟ إذا كنت فعلت ذلك فاطمئني –أختنا- على قدرتك في قهر الشيطان، واعلمي أن الشيطان ضعيف وإنما يستمد قوته من ضعفنا تجاهه.
قد ذكرت -أختنا الفاضلة- أنك تريدين الطريق حتى تحافظي على الصلاة وتتركي المعاصي، ونحن نجيبك من خلال النقاط التالية:
أولا: نريد منك توبة صادقة صحيحة الآن، توبة يكون عمادها الندم، وجوهرها العزم على عدم العودة.
ثانيا: نريد منك الآن قراءة متأنية عن الصلاة وفضلها وحكم تاركها، فالعلم –أختنا- هو أحد الأسباب الدافعة إلى الالتزام بالأوامر واجتناب النواهي، وإذا لم تستطيعي القراءة فيمكنك أن تسمعي شريط: لماذا لا تصلي؟ للشيخ محمد حسين يعقوب، ونحن على ثقة بأن أشياء كثيرة ستتغير فيك بعد ذلك.
ثالثا: اجتهدي –أختنا- في إيجاد صحبة صالحة لك تعينك على هذا الخط الجميل الذي تطمئن به نفوس الصالحين، كما ننبهك من الحذر من أصدقاء السوء فإن الصاحب ساحب.
رابعا: ندعوك إلى سماع القرآن بأصوات بعض القراء والتمعن في كلماته، لو تمعنت –أختنا- صدقا في معاني الكلمات ستجدين لذة لا تماثلها لذة أخرى، لكن الأمر يحتاج إلى صبر وفهم.
خامسا: سارعي عند سماع الأذان بالصلاة مباشرة قبل أن يثبطك الشيطان، وافرضي على نفسك عقابا إذا أخرت الصلاة عن وقتها.
سادسا: أكثري من ذكر الله -أختنا-، واجتهدي أن يكون لك ورد يومي من الذكر، فالذكر يجلي القلب وينظفه، وهذا سيساعدك على التغلب على الشيطان والأفكار الخاطئة.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.