هل يمكنني الإنجاب طبيعيا بعد عمليتين قيصرتين؟

0 870

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة في 25 من العمر، أنجبت ابنتي الأولى عام 1430/8/12، ومر الحمل -ولله الحمد- بسلام، وعند الولادة فتح الرحم 5 سم، ولكن نزل نبض الجنين نتيجة تبرز الطفلة، واضطروا إلى عمل العملية القيصرية، وكانت هذه قيصريتي الأولى، وبعد حوالي 4 سنوات حملت، وأثناء الولادة فتح الرحم 9 سم، ولكن الطفل لم ينزل إلى الحوض، وأجروا لي القيصرية الثانية، وبعد الولادة قال لي الطبيب: بأنه وجد الحبل السري ملتفا على رقبة الطفل، وأنه وجد جدار الرحم رقيقا في مكان القيصرية نتيجة لقوة الطلق، واستمراره 18 ساعة، وأنه بعد قيصريتين لن أنجب إلا بقيصرية.

سؤالي: هل يمكنني الولادة طبيعيا بعد قيصريتين؟ وخصوصا أنه -ولله الحمد والفضل- لا يوجد مانع أو عيب خلقي، فأنا أخاف من القيصرية بسبب ما أسمع عن التصاقات قد تسبب العقم، وأيضا عدد الولادات محدود، فهل لو قدر ربي لي الحمل أحاول الولادة الطبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يمن عليك وعلى أطفالك بثوب الصحة والعافية.

أتفهم خوفك من تكرار العملية القيصرية، ولك العذر في ذلك، فالعملية القيصرية تعتبر عملية كبرى، ولكن مع تقدم وسائل الجراحة وتقدم علم التخدير، فقد أمكن التقليل كثيرا من الصعوبات والاختلاطات التي ترافقها، وأصبحت عملية سهلة وآمنة في غالبية الحالات -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة لسؤالك عن إمكانية الولادة الطبيعية بعد قيصريتين: فهذا ممكن، ولكن لا يتم في كل المراكز والمستشفيات، ولا كل الأطباء يقبلون به، ويتم فقط في بعض المراكز الطبية التعليمية والمتخصصة، حيث تتم فيها دراسات وإحصائيات بهذا الخصوص، وهذه المراكز ليست موجودة في كل مكان.

القاعدة المطبقة الآن هي: أن الولادة بعد قيصريتين يجب أن تكون عن طريق قيصرية، إلا إذا رفضت المريضة وأصرت على تجربة الولادة المهبلية، فهنا يجب أن تشرح لها المخاطر، وتوضح لها نسب النجاح، ثم يجب أن توقع على ورقة بموافقتها على تحمل المسؤولية، وهنا توضع السيدة في غرفة المخاض تحت مراقبة جيدة، بحيث تتم متابعتها ومتابعة الجنين بحرص، فإن حدث تطور طبيعي للمخاض وتبين بأن الولادة الطبيعية ممكنة عندها، فيمكن الاستمرار، ولكن إن تبين عكس ذلك، فحينها يتم أخذها للعملية القيصرية بسرعة.

إن نسبة نجاح الولادة الطبيعية بعد عملية قيصرية واحدة فقط هي تقريبا 70%، أما بعد عمليتين قيصريتين فغير معروف، وهنالك بعض الدراسات والإحصائيات التي تجرى بهذا الشأن، ولكن في مراكز متخصصة، ولكن بالطبع ستكون أقل من 70%، مع احتمال أكبر لحدوث مشاكل مثل: تمزق في ندبة الرحم –لا قدر الله-.

هنالك أمور تحسم الأمر منذ البداية، فمثلا إن تبين خلال العملية القيصرية الثانية بأن جدار الرحم كان رقيقا -كما هو الحال عندك-، فهنا لا يجوز المحاولة بالولادة الطبيعية وحتى في المراكز التعليمية الكبرى، لأن خطر تمزق الرحم سيكون عاليا.

بما أنك قد ذكرت بأن طبيبك قال لك بأن جدار الرحم عندك رقيق، فهنا لا أنصحك أبدا ولا حتى بمجرد التفكير في الولادة الطبيعية، فالأمر محسوم في هذه الحالة، وهو أنه يجب عمل قيصرية انتخابية في منتصف الشهر التاسع، ويجب عدم السماح لك بالدخول في حالة مخاض، وذلك خوفا من حدوث تمزق في الرحم -لا قدر الله-.

أحب أن أطمئنك بأنه يمكن تكرار العملية القيصرية عدة مرات، وبعض السيدات أجري لهن 7 أو 8 عمليات وبقي الرحم بحالة جيدة، مع أننا لا نشجع على ذلك العدد من القيصريات، كما أن العملية القيصرية إن تمت بيد طبيب أو طبيبة ماهرة فإنها لا تسبب الالتصاقات -بإذن الله تعالى-.

أكرر لك نصيحتي: بأن لا تفكري مطلقا بالولادة الطبيعية، بل يجب اللجوء إلى القيصرية الانتخابية عند منتصف الشهر التاسع، وأي ألم تشعرين به قبل موعد العملية فيجب عليك التوجه فورا للطوارئ وبدون تأخير.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك.

مواد ذات صلة

الاستشارات