عاطلة منذ تسع سنوات وكرهت بطالتي، أرشدوني ماذا أفعل؟

0 177

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أني تخرجت منذ إحدى عشرة سنة من الجامعة، ولدي خبرة عملية لمدة سنتين فقط اكتسبتها منذ تسع سنوات، ولغاية الآن أبحث عن عمل وآخذ بالأسباب التي تعينني على ذلك، لأنني لا أحب أن أبقى عاطلة، كما أني أريد أن أثبت ذاتي في مجتمعي وأستغل دراستي في عمل ينفعني، وأخذت كورسات في هذا الوقت الطويل من البطالة في الكمبيوتر واللغة، كرهت البطالة وكرهت الجلوس في البيت بدون عمل، وأوقات الفراغ الكثير الذي أشعر به، مع العلم أني أبحث عن عمل في مستواي العلمي وليس أقل من ذلك لأني أرى أن كل شخص له عمله، وليس تقليلا من الأعمال الأخرى الأقل مستوى من تعليمي، فلكل شخص وظيفة حسب دراسته، فمثلا لا أبحث عن عمل كمضيفة أو كبائعة في محل، وربما هذا الشيء اللي جعلني أبقى كل هذه المدة في رحلة البحث عن عمل بدون جدوى.

هل أتنازل عن مستوى تعليمي وأبحث عن أي وظيفة مهما كانت لكي أجد عملا وأنسى أصلا أني تعلمت؟ أم ماذا عساي أن أعمل؟ لأني لم أكن أظن أنه بعد تخرجي أبقى عاطلة وحبيسة الجدران، وبدأ اليأس ينتابني وكرهت حتى أن أكمل البحث عن وظيفة، لأنه طالت مدة بحثي، ولأن سني الآن أصبح كبيرا، 36 سنة، ولأني اعتدت على الجلوس بدون عمل، تعبت من البحث ومن وضعيتي ومن أوقات الفراغ التي أعاني منها، ولا أعرف كيف أستغلها فيما ينفعني!

أقوم برقية نفسي بالرقية الشرعية من وقت لآخر علني أخرج من وضعي هذا، وأدعو الله أن يفرج علي، ولكنني الآن في وضع سيء، وأرجو منكم النصيحة، هل أواصل البحث عن وظيفة أو أجلس في البيت؟ وكيف أستغل وقت فراغي؟

وأشكركم جزيلا على مساعدتكم لنا، وتحياتي لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونتمنى أن تواصلي البحث عن عمل، وأن تواصلي تطوير نفسك واستغلال وقت الفراغ في دراسة ما يفيد من العلوم الشرعية، والمهارات الحياتية أو الثقافة التي يستفيد منها الإنسان، ونحب أن نؤكد أن التعليم ليس من أجل العلم فقط، ولكن لو وجد الإنسان عملا في مجاله فهذا جيد، ولكن إذا لم يجد فكل عمل شريف، فالإنسان ينبغي أن يعمل العمل الذي ينفع به أمته وينفع به نفسه، ثم يطور مهاراته ودراسته في الاتجاه الصحيح.

فلو أنك مثلا تقبلين بأي عمل وفي ذات الوقت تحاولين أن تطوري دراستك، فإذا جاءت بين يديك دراهم تحاولي أن تدرسي دراسة عليا في مجال التخصص الذي درست فيه، وهكذا كثير من الناس حتى يمضي فينال أعلى الدرجات، وعند ذلك تقبل عليه المؤسسات والجهات من أجل أن توظفه، وإذا لاحظت في خبرات كثيرة من الناجحين في حياتهم فستجدين بأنه مر بوظائف عديدة في أماكن عديدة، ثم انتهى به المطاف في مجال تخصصه، نحن نؤكد على هذا المعنى لأننا نريد أن نقول أي عمل شريف، وأي عمل مقبول طالما كان عملا ينفع به نفسه وينفع به الناس، والفتاة فيه تحافظ على حشمتها وأدبها، وتستطيع أن تقدم خدمة دون أن تتضرر من الناحية الشرعية، ودون أن تتبرج فتظهر مفاتنها بين الناس، فإن هذه الأعمال مقبولة ومشروعة ونسأل الله أن يعينك على الخير.

فإذا نحن نؤيد فكرة أن تبحثي عن عمل ولكن أن تقبلي بأي عمل شريف معقول، ثم من خلال العمل أيضا ستجدين أموالا ستملأ فراغك من خلال العمل، بهذه الأموال تستطيعين أن تطوري نفسك في الاتجاه الذي تريدين الدراسة فيه، ومعلوم أن الناس لما كثر التعليم أصبحت الشهادة الثانوية فرصة ضيقة، فإذا نالوا شهادة جامعية زادت الفرص، فإذا نالوا دبلوما زادت الفرص، وإذا نالوا ماجستيرا زادت الفرص، وهكذا تكون الأبواب أمامهم واسعة، وهذا كله لأنها ميادين للتنافس، والإنسان عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ونتمنى أيضا حتى وأنت في البيت أن يكون لك حضور في المجتمع، في أماكن المحاضرات في أماكن تحفيظ القرآن الكريم، وفي التواصل مع المواقع الجيدة والجامعات الالكترونية، وغير ذلك من الفرص المتاحة حتى لا تحاصري نفسك، فإن هذه النفس إن لم نشغلها بالخير شغلتنا بغيره، وهذه الطاقات إن لم نستفد منها فيما يرضي الله وقعنا فيما يغضب الله.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات