هجرني زوجي لاعتراضي على إرساله لابننا الصغير لشراء السجائر

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أن زوجي هجرني من شهر ونصف تقريبا، والسبب في ذلك أننا ذات مرة أرسل ابننا الأكبر الذي في الحادية عشرة لشراء سجائر له، فقلت له بصوت خافت جدا كي لا يسمعني من حولي حيث كنا في السيارة ومعنا أطفالنا وأختي التي في العشرينات من عمرها، قلت له بصوت خافت وبابتسامة: ترسل الولد ليشتري سجائر؟ وهنا غضب علي وثار وأصبح يتلفظ بكلام غير لائق أمام الأطفال وأختي، جرحني كثيرا، وهذه ليست المرة الأولى التي يجرح مشاعري أمام الناس، عاتبته فيما بعد وطلبت منه أن يعتذر لي أمام أختي بالذات ردا لاعتباري وكرامتي، كما أني لست مخطئة في انتقادي له حينما أرسل ابننا الذي في الحادية عشر من عمره لشراء السجائر، من يومها وهو ينام بغرفة منفصلة ولا يسلم علي حتى بتحية الإسلام، ماذا أفعل -يا شيخ-؟ أنا أحبه كثيرا ولا أنكر حسناته، ولكنه بات لا يحترمني كما كان في بداية زواجنا، وهذا في مواقف عديدة.

أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك لك في زوجك، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -أختنا الكريمة- نحن نجيب من خلال النقاط التالية:

أولا: جميل منك ألا تنكري حسنات زوجك، ولكن الأجمل أن تخبريه هو بذلك وبخاصة أمام أولاده، وأن تكثري من الثناء عليه ومن التودد له فإن هذا مما يأسر الرجل.

ثانيا: لا شك أن ما فعله الوالد كان خطئا، إذ لا ينبغي أن يرسل ولده لشراء ما حرم الله، وبالطبع فإن تناول السجائر له أمر مشين ومحرم، ولكن الرجل دائما ما يكره أن يظهر الناس على عوراته وخاصة زوجته وخاصة إذا كان أمام الأبناء، وهذا لا يعني أن نبارك الخطأ وأن نسكت عليه، بل نتصور أنكما لو كنتما مع بعضكما ثم ذكرت له التخوف من جرأة الولد على شراء السجائر، وأن هذا قد يدفعه إلى شربها، هنا لا عذر له في المكابرة خاصة والأمر يتعلق بولده.

ثالثا: نود منك -أختنا الفاضلة- أن تبادري أنت بإرسال رسالة له نصفها الأول حب وثناء عليه، والجزء الآخر تبرير لما فعلت وأن الدافع كان حرصك على ولدك وخوفك عليه، وخشية أن نتحدث في الأمر بعد أن يكون الأمر قد فات، ثم اذكري محبتك له وأن الدافع إلى البدء حسن معاشرته لك، ومثل هذا الكلام الطيب، واحتسبي أجر ذلك عند الله عز وجل فأنت لا يخفاك أن زوجك أحد أبوابك للجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت).

رابعا: نريدك أن تجتهدي عليه بطريق غير مباشر حتى يقلع عن هذه العادة الخبيثة، عن طريق إخباره بمعرفة آثارها المدمرة، أو عن طريق الشريعة وأقوال أهل العلم في حرمتها، فإن هذا من الأمور التي يجب عليك -أختنا- أن تهتمي بها.

خامسا: نريد منك أن تكثري من الدعاء له، واعلمي أن الدعاء سهم صائب لا يخيب، وتذكري أن الهدى قد يأتي في لحظة واحدة.

نسأل الله أن يحفظك وأن يحفظ زوجك والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات