السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة، منذ فتر أصبحت أشعر بدقات قلبي سريعة، وتفاقم الوضع وصرت أحس بآلام فيه، وكأنه مقبوض، وتأتيني آلام جهة القلب، ذهبت للطبيب، وعمل لي تخطيطا للقلب وأشعة للصدر، فظهر التخطيط سليما، لكن دقات القلب سريعة 104 في الدقيقة، ثم عمل لي تحليلا للغدة الدرقية، وظهرت النتيجة -الحمد لله- سليمة، فأعطاني اندرال ولكن لم أرتح معه نهائيا، وآلام القلب تأتيني مثل النبض القوي، أو الدقة القوية، وفي كل الحالات، سواء واقفة أو نائمة، أنا خائفة أن يكون قلبي فيه مشكلة، أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن معظم هذا الخفقان الذي يحصل مع كثير من الناس -خاصة في سن الشباب-، لا يكون له أسباب ذات أهمية، والمهم هو أن طبيب القلب قد طمأنك أن القلب سليم، ولا يوجد في القلب أي علة مرضية –والحمد لله- وهذا ليس بالغريب، فإن أكثر أسباب هذا الخفقان تكون بسبب كثرة تنبيهات العضلة القلبية بالمنبهات، كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والمشروبات المقوية والمنبهة التي تحتوي على الكثير من الكافيين، والتي يتناولها الكثير من الشباب.
ومن ناحية أخرى: فإن كثرة القلق والتوتر، وقلة النوم، وكثرة السهر، وأيضا بعض الأدوية التي يستخدمها الناس بشكل يومي، قد تسبب زيادة تنبه العضلة القلبية، وبالتالي تخرج ما يسمى بضربات إضافية من القلب، فيشعر الإنسان بهذه الضربة ثم يختفي هذا الشعور، وهي ضربات إضافية تأتي قبل الوقت المحدد للضربات الاعتيادية، وإن تكررت هذه الضربات شعر الإنسان بالخفقان، وقد تسبب الخوف عند الإنسان فتنقبض عضلات الصدر بسبب الخوف، وهذا أيضا من شأنه أن يزيد من خوف المريض، لأنه يخاف أن تكون هذه الآلام من القلب، وهي في الحقيقة من تقلص عضلات الصدر التي تتأثر كثيرا بالوضع النفسي للإنسان .
وفي بعض الحالات يقوم الطبيب بإعطاء المريض بعض الأدوية التي تخفف من حصول هذه الضربات، ومن تسارع القلب، مثل الاندرال وكذلك concor، ولذا فإنه إن لم تتحسن الأعراض على الاندرال، فيمكن إما أن تزيدي الجرعة التي تتناولينها، أو أن تتناولي concor بعد استشارة الطبيب المشرف.
في بعض الحالات التي يشكو المريض فيها من نوبات من تسارع القلب، أي زيادة في عدد ضربات القلب، ولم يظهر التخطيط أن هناك تسارعا، فإنه يتم وضع جهاز لتخطيط القلب لمدة 24-48 ساعة لتخطيط القلب المستمر، ويسمى جهاز هولتر (Holter) ويسجل المريض الأوقات التي يشعر فيها بالخفقان، ويمسح الطبيب التخطيط ومقارنة الأوقات التي سجل فيها المريض وقت الخفقان، ومعرفة ما يظهر التخطيط، ومعرفة إن كانت هناك ضربات إضافية أو تغير في نظم القلب، فأحيانا يكون سبب الخفقان تسارعا في نظم القلب، أو اضطرابا في نظم القلب، وجهاز الهولتر يساعد على الكشف عن هذه الأمور إن وصل المريض إلى المستشفى أو الطبيب وقد توقف الخفقان.
ونحب أن ننوه إلى أن كثرة القلق حول هذا الموضوع قد تبقي هذه الحالة، وتجعل الإنسان أسير الوساوس على الرغم من طمأنة الأطباء له، ويدخل في دوامة الخوف من المرض حتى يضع حدا لهذه الأمور.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.