السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في مقتبل العمر، تقدم شاب لخطبتي، كان متزوجا وله بنت، وبعد موافقتي عليه وتعلقي به، صارحني بأنه لا يستطيع أن يستغني عن طليقته، وأخبرني بأنه يجب علي أن أستقبلها في بيتي لقضاء عطلتها من أجل ابنتهما التي لم تستوعب فكرة طلاق أبويها، مما أدى بي إلى الرفض وإنهاء هذه العلاقة.
بعد مدة قصيرة، وبسبب انزعاجه من رفضي تزوج بفتاة غير شريفة، ولكن لم تدم علاقتهما، وافترقا، وبعد مرور سنتين على افتراقنا، كنت أستخير الله كي يرزقني الخير في حياتي، والزوج الصالح.
مع أني كنت قد نسيت هذا الشخص تماما، فإذا بي بعد كل استخارة أراه في المنام، وتكرر هذا معي في خمس استخارات.
بعد مدة قصيرة عاد ذاك الشخص طالبا يدي للمرة الثانية، ملتمسا مني السماح والعفو، وقد سوى أموره ولم يعد هناك مشاكل، ولكن أنا جدا حائرة ومترددة بسبب زواجه المستعجل مباشرة، بعد فراقنا، وخائفة من بعض الصفات التي يتصف بها، وهي أنه غير منضبط، وسريع الغضب، ويتخذ قرارات غير صائبة.
أرجو منكم أن تفيدوني بآرائكم، لأني أرتاح لهذا الشخص، ومما زاد من حيرتي هو تلك الاستخارات.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الفاضلة، في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
بخصوص ما سألت عنه أختنا الفاضلة، فإننا نحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:
أولا: ثقي أن الأمور تجري بمقادير الله، وأن الله لا يقدر لعبده إلا الخير، وأننا قد نرى الشر خيرا بل ونتمناه، وما ندري أن فيه الهلكة، وقد نرى الخير شرا ونرغب عنه ولا نعلم أن فيه النجاة، ويدل على ذلك قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
ثانيا: الاستخارة أختنا الفاضلة، هي طلب الخيرة من الله عز وجل، وليس لها أمارات بعينها، ولا رؤى لازمة، وإنما إذا قمت بها على وجهها المراد فإن الله لن يسلمك إلا إلى الخير، والذي فيه مصلحتك ونجاتك.
ثالثا: بالنسبة لهذا الأخ فلا شك أن فيه صفات حسنة، جعلتك ترغبين فيه وترتاحين له، وصفات سلبية جعلك تخافين منه وتحذرين ردة فعله، وفي كلا الأمرين لك كامل الحق في ذلك، وساعتها لابد من مقارنات دقيقة تتعرفين من خلالها على ما يأتي:
- ما هي إمكانية التعايش معه نفسيا؟ بمعني هل تجدين الزوج صالحا لك أم أنها محاولة للفرار من العزوبية بأي ثمن، فإن كانت الأخيرة فتريثي واعلمي أن معاناة الثيب أضعاف معاناة البكر، وأن فرص البكر أكثر من فرص الثيب.
رابعا: نريد منك أن تستشيري العقلاء، وأهل التدين من أهلك، وأن يسألوا عنه جيدا، فهناك بعض من يتزوج لأجل الطلاق عياذا بالله.
خامسا: قد يكون الأخ صالحا، وقد يكون مظلوما في زيجتيه، لذلك فالسؤال عنه والحديث معه والحوار أحد أهم الأسباب المعينة على اتخاذ القرار الصائب، وأهم ما ينبغي أن تنظري إليه بعناية: دينه وخلقه، فالدين عاصم من الظلم، والخلق عاصم من الإهانة والمذلة.
نريد منك أن تكثري من الدعاء، وأن تعلمي أن الله لن يسلمك إلا إلى خير، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك الشر.
والله الموفق.