أحتقر نفسي وأحس أنه ليس لي هدف في الحياة.

0 561

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 عاما، أعاني من رهاب اجتماعي، ومن كل أعراضه حسب قراءتي، وهذه الحالة عندي منذ البلوغ، عشت وحيدا لم يكن لي أصدقاء كثر في فترة الجامعة مثل كل الشباب، وأتمنى أن أكون شخصا عاديا يفعل كل شيء كباقي الشباب، دائما أنظر إلى نفسي بأني فاشل، وقليل الحظ، وليس لي هدف في الحياة، وكل فترة تسيطر علي فكرة أريد أن أفعلها.

وتأتي فكرة أخرى لتسيطر علي فترة وتذهب، وهكذا أتمنى أن أكون ناجحا في حياتي، وأن أحصل على وظيفة أتفوق فيها، ولكن دائما أقول لنفسي أحتاج أموالا كثيرة كي أتعلم، ويكون معي شهادات، وأخلق لنفسي دائما الأعذار حيث إنني مشتت.

قد أحصل على عمل، ولكن لا أستطيع التكيف فيه لخجلي، وعدم قدرتي على كسب الأصدقاء، ولا أجيد فن التعامل مع الناس، أو المسؤولين، ومن الممكن أن يضيع حقي، ولكني دائما عندما أحصل على عمل أجد احتراما من أصحاب العمل، لا أعرف لماذا، فأنا شخص هادئ الطبع، ويبدو للناس أني شخص محترم، ولكن هذا قد يكون لخجلي وخوفي من الكلام، فأنا صامت دائما مع الغرباء، لا أستطيع التحدث، أو طلب علاوة، وما إلى ذلك.

قرأت عن دواء باروكستين من شركة ايفا، فأريد أن أعرف طريقة تناوله، وهناك مشاكل أخرى حيث إنني نحيف البنية، فطولي 177سم، ووزني 64 كجم، أريد علاجا للنحافة، وعندي ألم أسفل الظهر، وتحدب، وانحناء أعلى الظهر، اشتريت حزاما لفرد الظهر، فهل كل ألم أسفل الظهر سببه انزلاق غضروفي أم لا؟ علما أني أعمل في عمل شاق لمدة 12 ساعة يوميا واقفا، وأحمل أشياء ثقيلة، ويوجد ألم في القدم اليمنى، ولكن لا تعقيني عن العمل، هل لكل هذه المشاكل حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AhMeD aBd El حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.

ولعل ما ورد في سؤالك يتراوح بين الرهاب الاجتماعي، وبين ضعف المهارات الاجتماعية، -وإن كان يبدو أنه الأول، كما توقعت أنت- وربما بسبب ما ورد في سؤالك من العزلة التي كنت عليها مما كون عندك طباعا معينة.

والرهاب الاجتماعي، وهو نوع من الارتباك والحرج في بعض المواقف الاجتماعية كالحديث مع الناس، أو مواجهتهم أو السؤال عن أمر معين كالعلاوة وغيرها، وسواء كان الموقف إيجابيا كتقديمهم للإطراء، أو سلبيا كالقيام بانتقادك حيث تشعر بالأعراض التي وردت في سؤالك، مما يدفعك للتجنب وعدم السؤال.

والرهاب الاجتماعي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس، وفي بعض المناسبات، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، وتلعثم الكلام، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين، أو ثلاثة فقط ممن يعرف بشكل جيد.

وقد يترافق هذا الخوف، أو الارتباك بمجموعة من الأعراض التي تشكل ما قد نسميه نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

اطمئن ففي معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول ألا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك، لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض، ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات وتطالب بما تريد، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر، ولم تستطيع السيطرة عليها فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي، والغالب قد لا تحتاج للدواء.

إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا كسالى، أو ضعاف الثقة في أنفسنا.

وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا أن عندنا خجل، أو تردد، أو ضعف، أو ضعف الثقة في أنفسنا.... فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير، أو التعديل.

وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

وأترك بقية الأسئلة المتعلقة بالعظام وغيرها لزملائنا في هذه التخصصات.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
____________________________________

انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم

بالنسبة لآلام الظهر: فإن كانت هذه الآلام تأتي في نهاية النهار، وتكون فقط في أسفل الظهر، ولا تحس أنها تنتشر إلى الطرف السفلي، ولا تترافق بأي شعور مثل: التنميل، أو التخدير في الأطراف فهي تكون بسبب قلة الحركة، والجلوس الطويل، فهذا يؤدي إلى ضعف عضلات الظهر، ولذا فإنه يتم التركيز في مثل هذه الحالة على وضع مخدة صغيرة خلف الظهر، وأن يكون الكرسي مناسب، وأن يقوم الإنسان ويتحرك كل نصف ساعة، وكذلك عليه بإجراء تمارين لتقوية عضلات الظهر، وهذه مهمة جدا فهي تعطي مرونة، وتقوية عضلات الظهر، وهذا يقلل من إمكانية عودة الآلام.

وفي الحالات التي يزيد فيها الألم؛ فإنه يمكن تناول دواء البارسايتومول، أو أي أدوية مسكنة مثل البروفين لعدة أيام.

أما إن كانت الآلام تنتشر إلى الفخذ والساق والقدم، فهذا يشير إلى وجود انضغاط على أحد جذور الأعصاب بسبب انزلاق غضروفي، ومن أعراضه أن يكون الألم خلف الفخذ، وفي الساق، والقدم، ولذا فإن كانت الآلام في الظهر تترافق مع آلام الساق والكعب فيجب أن يتم فحصك من قبل طبيب مختص بجراحة العظام، وقد يلزم إجراء صورة شعاعية لأسفل الظهر.

يمكنك ملاحظة إن كانت هذه الآلام فقط في نهاية اليوم، ومع الجلوس الطويل فتكون منه، إما إن كانت تأتي فقط في أوقات معينة، فيجب كما قلت تقوية عضلات الظهر، وهذا يتم تحت إشراف المعالج الطبيعي، ثم تقوم أنت بنفسك بالتمارين والاستمرار بها.

وأما بالنسبة للنحافة فإن كنت نحيفا منذ الصغر، فقد يكون هو السبب، وخاصة أيضا إن كان كل أفراد العائلة كلهم نحفاء، فهذا يعني أن العوامل الوراثية لها دور كبير في ذلك.

ومن ناحية أخرى فيجب فحص المريض من قبل الطبيب وإجراء تحاليل للدم والبراز وللغدة الدرقية لاستبعاد أي مرض عضوي، وكما تعلم فالحالة النفسية لها دور في موضوع النحافة؛ لأن قلة الشهية بسبب الضغوطات النفسية قد تؤدي إلى النحافة.

ولزيادة الوزن يجب زيادة كمية الطعام فهي الطريقة الوحيدة لزيادة وزن النحيف بعد استبعاد الأمراض وعلاجها، ويتم زيادة كمية الطعام بزيادة عدد الوجبات إلى ست وجبات، منها الثلاث وجبات الرئيسة، وثلاث أخرى صغيرة بين الوجبات، وتناول ملعقة عسل وملعقة زيت زيتون يوميا في الصباح، والمساء وتناول الفواكه والحلويات بعد الوجبات، وكذلك تناول الفواكه والمكسرات.

وفي نفس الوقت يتم إجراء تمارين رياضية لكي تكون زيادة الوزن الناجمة عن زيادة الطعام في العضلات، وليس فقط في الدهون في الجسم.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات