كيفية تحصين النفس من الفواحش

0 473

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل في شركة كبيرة، فيها كثير من الفتيات، وأنا عازب بعيد عن أهلي، ولا أملك الباءة لأحصن نفسي على سنة المصطفى، وأخشى نفسي والشيطان أن يخدش ديني، وتزل خطايا، فهل لكم أن ترشدوني إلى المخرج، حفظكم الله، وجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب المهندس / عبد الله      حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،      وبعد:

فأكتب إليك أيها المبارك سائلا الله تعالى أن يرزقك عفاف وطهارة يوسف عليه السلام، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يحفظك من الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم .

أخي المهندس عبد الله : لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يبتلي جميع خلقه، فما من أحد منا إلا وهو في امتحان واختبار خاص، منا من اختبره الله بالمال، ومنا من ابتلي بالنساء، ومنا من ابتلي بالجاه والسلطان، ومنا من ابتلي بالعلل والأمراض، عملا بقوله سبحانه: (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ))[الأنبياء:35] فكل واحد منا يا صاحبي مبتلى ومختبر في هذه الحياة (( ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ))[الأنفال:42]
وكلما قوي إيمان العبد كلما اشتد بلاؤه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه بشرنا ببشرى عظيمة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن ). فالمؤمن مثاب في جميع الأحوال ما دام تحت مظلة الشريعة وعدم المخالفة، وخير علاج لمثل حالتك -أخي المهندس عبد الله- هو دواء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) فعليك بالإكثار من الصوم، واجتهد في أعمال البر والطاعة؛ حتى يصرف الله عنك كيد الشيطان، وضع لنفسك برنامجا في حفظ القرآن وقيام الليل، وأكثر من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، واحرص على برنامج يومي للقراءة المفيدة، والرياضة اليومية، واستغل كل وقتك في شيء هادف ومفيد؛ حتى لا يجد الشيطان فرصة لإغوائك، واجتهد في عدم الخلوة بالنساء، واعلم أنك من الثلاثة الذين حق على الله عونهم، فتضرع إليه، وقف على بابه، وسله من فضله، ولن يخيب الله ظنك، ولن يكلك إلى عدوك وعدوه، إنما سيكون معك، ولم ولن يتخلى عنك، والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات