السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في موضوع شكل لي هاجسا مريبا، أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، أعاني من نزول دم مستمر أحيانا يكون خفيفا وأحيانا كثيرا، والأغلب أنه على شكل إفرازات، بدأت معي هذه الحالة في يوم الاثنين من تاريخ 15/5/1435 في هذا اليوم نزل دم قليل جدا، كنت أظنها الدورة لأنها كانت متأخرة تقريبا شهرين أو ثلاثة، واختفى الدم وعاد يوم الخميس، وهكذا إلى أن نزلت الدورة يوم الاثنين، أي بعدها بأسبوع، واستمرت ولا أعلم متى انقطعت، لكنني اغتسلت في يوم 15 وإلى الآن الدم مستمر، ليس كثيرا، ولم تنزل الدورة حتى الآن.
اكتشفت أن لدي فقر دم قبل أن تأتي هذه الحالة، أيضا دورتي الشهرية غير منتظمة، أي تأتيني كل شهرين أو ثلاثة، ولكنها دائما لا تزيد ولا تقل عن 7 أيام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hind حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نزول الدورة الشهرية في صورة تنقيط أو غزيرة في بعض الأحيان، وتأخرها لمدة شهرين أو ثلاثة وعدم انتظامها بعد مرور ثلاث سنوات من دورة البلوغ، يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.
يحدث ذلك في حالات التكيس على المبايض أو وجود أكياس وظيفية، وضعف التبويض، وارتفاع هرمون الحليب حيث يصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية بسبب النقص الشديد في هرمون بروجيستيرون، الذي يفرز من جراب البويضة، وطالما لا يوجد تبويض جيد، فإن مستوى هرمون بروجيستيرون يقل، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا بسبب عدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم، وتأتي خفيفة أحيانا إذا تكونت بطانة رحم ضعيفة.
على ذلك فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني، وكذلك في تنظيم الدورة، وحيث أن كسل الغدة الدرقية يشكل سببا من أسباب اضطراب الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى السابقة، ومن هنا يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات الغدة النخامية المحفزة للتبويض، وهرمون الحليب، وهرمون الذكورة، والتحاليل المطلوبة هي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN\- TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
عموما فإن إعادة تنظيم الدورة يتم من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور، يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصين 20 mg مرتين يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
الغرض من هذا العلاج هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض، ومعروف أن التكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ولذلك يجب تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، حيث أنه دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا حبة واحدة، مع حبوب فوليك أسيد وحديد تسمى Ferose F قرصا واحدا، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن.
كذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرامية، ومغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وحليب الصويا، كل ذلك يساعد -إن شاء الله- في تحسين التبويض وتنظيم الدورة الشهرية.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.