السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بالخير.
لدي موضوع هام وحساس جدا, فأنا متزوج منذ سنة, ولا ألتقي بزوجتي إلا في العطل الرسمية؛ لظروف دراستها, ولكن نحن لا نجتمع مع بعضنا مباشرة, بل آخذها, وأذهب لبيت أهلي, ولكن لا نأخذ راحتنا كثيرا، فنحن نعيش عيشة رسمية, لا نستطيع أن نكون وحدنا.
عند الغداء يتم مناداتنا, والفطور كذلك والعشاء, ولا أستطيع أن أردهم, ولكن هذه سببت مشكلة بيني وبين زوجتي, ولأن أمي -أطال الله بعمرها- لا تحب أن ترد كلمتها, ولا تأخذ الأوضاع بحياة زوجية.
بل عندما أناقشها لا تتفهم، وأنا لا أريد أن أغضبها، لكن زوجتي طيبة ومحترمة, ومقدرة, لكن المشاكل التي نواجهها بدأت تضايقها, وأنا لا أريد أن أظلمها, ولا أريد أن أعصي أمي.
تعبت جدا, وأريد أن أخرج, لكن أمي لا تهون علي, وبما أني أنا بكر أمي الأول؛ فهي تحبني كثيرا, ولا أريد أن أجرحها, وأريد حلا يكون فيه إنصاف, وأنا صراحة لم أستطع أن آخذ راحتي مع زوجتي, حتى الأكل لم آكل من يديها منذ تزوجنا؛ لظروف منزلنا.
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت, ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه, وأن يقدر لك الخير, وأن يرضيك به.
الأخ الحبيب: أطع أمك ولا تغضب زوجتك، إدراة البيت لا تحتاج إلى مواقف صادمة، وإنما تحتاج إلى مرونة، فالحياة وخاصة الحياة الأسرية لا تخلو من مثل تلك الهنات الموجودة، وقلما يسلم بيت إن لم نقل يستحيل من تلك الأمور.
والرجل العاقل هو الذي يستمع إلى كل طرف على حدة, ويرضي كل طرف على حدة، فالأم تجلس معها وترضيها وتخبرها أنك ستدخل لتنهي الأمر، وإذا ما خلوت بزوجك أخبرها أنها زوجتك وحبيبتك ورفيقة دربك، وأنك لن تستغني عنها, ثم أخبرها أنك تقدر لها حسن معاملتها لأمك، وقل لها: إنك تعلمين أن رضاها من رضى الله, وأن سخطها من سخط الله، وأنك لن تدخل الجنة إلا برضاها، وأن ما تفعلينه اليوم من خير وصلة أنا أقدره لك، والله يثيبك الأجر عليه، وثقي أننا نجد ذلك في أولادنا، وأخبرها أن تتعامل معها على أنها أم لها، وأن كل البيوت يحدث فيها مثل ذلك، لكنك تثق في حكمتها ورجاحة العقل لتتجاوز هذه المرحلة.
مثل هذا الكلام الطيب, مع إحسانك إليها؛ يهون عليها الأمر, ويعينها على تجاوز تلك الهنات.
ثانيا: تعمد أسلوب الهدايا غير المباشرة، بمعنى اجلب هدية لزوجتك، ومع الهدية هدية لأمك, وأخبرها أن تعطيها لأمك، مثل هذا اللون من الهدايا يطيب القلوب.
ثالثا: احرص على عدم إغضاب أمك بأي قدر، واعلم أخي أنه ما تعب أحد لأجلك مثلها، ولا يوجد في الكون من يحب أحدا بلا انتظار عطاء منه سوى الوالدين، فاحذر بارك الله فيك أن تغضبها, ولو بأقل القليل.
رابعا: دراسة زوجتك لن تستمر طويلا, وهذا أمر مبشر، وكذلك الفطور والغداء والعشاء لا يأخذ من الوقت طيلة اليوم ساعتين، ولن يعاتبك أحد إذا أكلت مع الوالدة أكلا خفيفا, وأتممت الطعام مع زوجتك، بالتنسيق معها، قليل من التنظيم كثير من الكلام الطيب ينصلح الحال.
وأخيرا: عليك بالدعاء, فإن الله قريب مجيب, وعسى الله أن يصلح بينهما, وأن يهدئ الحال على ما تحب.
والله الموفق.