السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 27 سنة، متزوج، مشكلتي هي كثرة النسيان وانعدام في التركيز في أبسط الأمور، وعدم القدرة على الاستيعاب، وعندما يحدثني شخص عن موضوع لا أستطيع استيعاب الكلام الذي يقوله! ودائما يكون فكري مشتتا، وأحس أن رأسي مضغوط، مع ضيقة في المزاج دائما وشديد التوتر.
أغلب الأوقات أكون صامتا لا أتحدث، وعندما أكون في مناسبة أتلعثم في الكلام، وبالأخص عندما يكون المجلس ممتلئا من الناس، ويحدثني أحدهم لا أستطيع الرد، وأتلعثم كثيرا، وأرتجف، وتتسارع ضربات قلبي.
أحاول دائما تجنب الذهاب إلى المناسبات قدر المستطاع، وأحب الجلوس في البيت كثيرا، حتى العمل أصبحت لا أطيق الذهاب إليه منذ شهرين لم أذهب إلى العمل، وكل ما انتهت إجازتي أمددها.
أحس أغلب الأوقات أن شكلي قبيح عندما أصادف الناس، ولكن شكلي عكس ذلك، لا أعلم ما السبب؟! وحالتي التي أنا بها اكملت السنتين.
علما أنني قبل سنتين كنت ذكيا جدا، وسريع الاستيعاب والتفكير، وأحب العلم كثيرا، ولله الحمد، أنا في نعمة وخير، ولا ينقصني شيء، وأتمنى منكم الإجابة، وأن يكون العلاج المناسب ليس له أعراض جانبية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك الرئيسية هي حالة القلق النفسي الذي تعاني منه، والذي يظهر في شكل رهاب اجتماعي، يجعلك تكون متوجسا في حضور الآخرين، وينخفض معدل تفاعلك بصورة واضحة جدا، هذا كله أدى إلى ضعف تركيزك وعدم مقدرتك على استيعاب الأمور بسرعة.
توصلك حول شكل ذاتك وأنه قبيح أيضا هذا نوع من الوسواس السلبي، الذي يزيد من حالة القلق والتوتر وتبعثر الأفكار.
العلاج بسيط - إن شاء الله تعالى – يعتمد على الآتي:
أولا: يجب أن تحقر فكرة أنك قبيح، أنت لست قبيحا، أنت في أحسن تقويم - إن شاء الله تعالى – في شكلك وفي خلقك وفي أخلاقك، هذا هو المبدأ الذي يجب أن ترتكز عليه.
ثانيا: لماذا تكون محبطا أمام الآخرين؟ لماذا تخاف؟ لماذا لا تتفاعل بصورة إيجابية؟ اسأل نفسك -أخي- أنت لست أقل من أي أحد، عامل الناس باحترام ووقار، هذا هو المطلوب فقط وليس أكثر من ذلك.
ثالثا: ادخل في برامج تدريبية عملية، اذهب لزيارة المرضى في المستشفيات، صل رحمك، قم بالصلاة مع الجماعة في المسجد، ومارس الرياضة الجماعية.
أربعة أنشطة مأجور عليها - إن شاء الله تعالى – وفي ذات الوقت تعالج رهابك وخوفك الاجتماعي، وتؤدي إلى تطوير مهاراتي كبير جدا في شخصيتك - إن شاء الله تعالى -.
بر الوالدين أيضا فيه خير كثير وفوائد كثيرة، يسهل على الإنسان أمور الدنيا والآخرة، فاحرص على ذلك.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لعلاج دوائي، وأفضل الأدوية التي سوف تعالج حالتك هو عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) وآخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد).
أفضل أن تستعمل زيروكسات CR، تبدأ بجرعة 12.5 مليجرام، تتناولها يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى 12.5 مليجرام، تتناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.
أما الدواء الآخر فهو (سلبرايد/دوجماتيل) تتناوله بجرعة كبسولة واحدة صباحا ومساء - وقوة الكبسولة خمسون مليجراما – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه أدوية فاعلة ممتازة، سليمة، إن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي من أجل استشارته هذا أيضا نعتبره أمرا جيدا ومرغوبا فيه.
تسارع ضربات القلب قطعا ناتج من التلعثم، لأنك حين تكون عرضة للمخاوف يفرز الأدرينالين بكميات كبيرة مما يؤدي إلى هذه الظاهرة، لكن من المستحسن أيضا أن تقوم بمقابلة الطبيب – طبيب المركز الصحي – لإجراء فحوصات عامة للدم ومستوى الغدة الدرقية، هذا من قبيل التحوط فقط، لكن حالتك قطعا هي حالة نفسية مائة بالمائة.
أخي الكريم: لا بد أن أعلق قليلا على الأدوية، بما أنك متزوج: الزيروكسات دواء سليم، لكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي لدى بعض الرجال، كما أنه قد يزيد من الوزن قليلا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.