السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف أن الندم من التوبة عن المعصية، لكنني أتساءل كيف لا أشعر بالندم تجاه حبي له، إنه يملك قلبي، ولا أستطيع أن أتخيله معي، لكنني ما زلت مبتعدة عنه، هل سيحاسبني الله على التفكير في هذا الشخص؟ رغم أنني لا أراه أبدا، وهل سيحاسبني الله لأنني لا أشعر بالندم تجاه معرفتي بهذا الشخص؟ وهل بيدي أن أنساه؟ هو الحب الوحيد في قلبي، ليس بيدي أن أكرهه، ولا أستطيع، ماذا أفعل؟ أستغفر الله كثيرا ليغفر لي فترة معرفتي به، لكنني أحبه كثيرا وقلبي ليس بيدي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على استمرارك في الندم، والندم توبة، ونؤكد لك أن الإنسان لا يملك قلبه لكنه يملك ردع هذه النفس، وإذا بقيت بعد ذلك ذكريات وحاول الشيطان أن يأتي بها، فعليك عند ذلك أن تجددي التوبة، وأن تنصرفي ذهنيا عن التفكير في هذا الموضوع، وتشتغلي بالاستغفار والتسبيح والإنابة لله -تبارك وتعالى-.
كما نرجو أن تتخلصي من كل ما يذكرك بتلك الأيام المظلمة، من أرقام، من صور، من آثار، من مواقع، لأن الشيطان يستطيع بهذه الأشياء فيذكرك بذلك الماضي من أجل أن يحزنك.
ولا شك أن التوبة وما بعد التوبة يحتاج إلى مجاهدة، والإنسان ما دام يجاهد، ما دام يستغفر، ما دام يذكر الله -تبارك وتعالى-، فإنه على خير، وندعوك إلى أن تعمري قلبك بحب الله، هذا القلب غالي ما ينبغي أن يكون فيه سوى حبنا لربنا العظيم، وإذا أحب الإنسان ربه، فإن حب الله -تبارك وتعالى- هو القاعدة هو الأساس، ثم بعد ذلك ينطلق الإنسان وتنطلق المؤمنة فيما يحبه ربنا -تبارك وتعالى- ويرضاه.
ولذلك نتمنى أيضا أن تستبدلي تلك الذكريات بالرجوع إلى رب الأرض والسماوات، ونسأل الله أن يسهل لك حياة عاطفية حلالا، حتى تنسيك تلك الحياة التي عشتها، والتي نحسب أنها أوهام وأنها سراب، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السدد والثبات، وأن يعينك على الحلال، وأن يسهل لك الزوج الذي يسعدك في هذه الحياة، وينسيك ذلك الماضي، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.