السؤال
السلام عليكم.
عمري 20 سنة، أعاني من حالة فقدان التركيز وتشويه في الأفكار، فكثيرا ما تأتيني أفكار إيجابية، ولكن من كثرتها لا أعرف كيف أرتبها، وينتهي الوقت وأنا لم أنجز شيئا، وتمر الأيام وأشعر بالاكتئاب لأني لا أعرف ماذا أنجز أو أفعل، حتى تحصيلي الدراسي قل، والسبب هو صدمتي في حبي الأول.
خائفة من أني لن أحب أحدا آخر، أو أن ربي سيعاقبني وأبقى في هذا العذاب، مع أني عندما أخطئ؛ أقسو على نفسي في العقاب، حتى أصل للسلام والهدوء النفسي.
وجزاكم الله خيرا على موقعكم، فقد تعلمت منه الكثير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
لاشك أن المصدر الأكبر لهدوء النفس وراحة الضمير هي في طاعة الله والقرب منه سبحانه، فهو الودود القريب.
واطمئني، فالدنيا والحياة أوسع بكثير من تجربة معينة يمر بها الإنسان، ومهما كانت صدمة الحب الأول، فالأيام والحياة والقرب من الله تعالى كفيلة ليس فقط بأن تتجاوزي ما تم؛ وإنما أيضا أن تخرجي وأنت أنضج وأقوى مما كنت عليه في الماضي، ولكن لا بد من تعلم الدروس من تجارب الحياة، والاهتداء بالإرشادات النافعة، وعليك بالصحبة الصالحة.
إن لكثرة الأفكار الإيجابية التي تأتيك علامة ممتازة، وإنما ربما تحتاجين لشيء من الترتيب لهذه الأفكار؛ كي تتحول كلها أو بعضها لحقائق في الحياة، فحاولي التركيز على الأهم ثم المهم ومن ثم الأقل أهمية.
نعم كثيرا ما نقسوا على أنفسنا، مع أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول لنا: "إن لنفسك عليك حقا"، فارفقي بنفسك، واجعليها تستمتع بتوازن جوانب الحياة المختلفة، العاطفية، والنفسية، والمادية، والاجتماعية، فهذا هي الحياة الصحية السليمة.
وفقك الله ويسر لك الخير.