السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مخطوبة لرجل كانت أطباعه في البداية فوق الممتازة، لكن بعد أن تعلق بي بشدة، أصبح يخاف علي جدا ويغار بشكل فوق الطبيعي، وهذا يتم بالتدريج، فقد منعني من العمل بعد أن كان موافقا عليه، ولا يريدني أن أذهب لأي مكان وحدي، ولو كان للبقالة تحت المنزل، والذهاب لزيارة العائلة مع أسرتي فقط، وعلى فترات، والرجوع في موعد هو يحدده بالرغم أنني مع والدي وأمي وأخوتي، فأصبت بالملل والفراغ، وأيضا حدد علاقتي بالأقارب من الشباب، فأصبح لا يريدني أن أرد السلام الشفوي، وهذا يحرجني كثيرا، بالرغم من حدود العلاقات بيني وبينهم، والتزامي، ولكن يكون هناك تجمعات عائلية ومناسبات على فترات أو زيارة مريض.
أشعر أن شخصيته متسلطة ومتحكمة، ولديه حب التملك، ولا أريد أن أتركه، لأنني تعلقت به أيضا، ولكن أريد أن أعرف كيف أتعامل مع هذه الشخصية من الجانب النفسي، ورأي الدين في رد السلام الشفوي عند أمن الفتنة، وفي وجود جميع أفراد العائلة والإحراج.
فأنا أصبحت شخصية مهزوزة لا أجيد مواجهة المشاكل، وأتأثر بأتفه المشاكل بسبب الفراغ، ولا أدري كيف أدافع عن حقوقي، خصوصا أمامه، فعند غضبه يكون عصبيا جدا، واضطر لموافقته على آرائه لأنهي الخلاف، ولأنني لا أريد أن أخسره، فهو بخلاف الغيرة الشديدة رائع في كل صفاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في موقعك، وهنيئا لك بشاب يغار عليك ويمنعك من التجاوزات أو التوسع في العلاقات، وأرجو أن يتفهم كل من حولك واقعك الجديد، مع ضرورة أن تسارعوا بإكمال المراسيم، لأن كثرة الأوامر مع بعدك عنه قد يفتح الأبواب للتدخلات والتوترات.
والمرأة لا تخرج وزوجها حاضر إلا بإذنه، وكل ذلك بعد أن تنتقل من عصمة أسرتها إلى بيت زوجها، وإن كان من حق الزوج وواجبه رفض المنكر ووقاية أهله منه، إلا أننا نؤكد أن الحكمة مطلوبة كما أن الأسلوب الحكيم قاعدة أساسية، وانتقاء الكلمات والتدرج وحسن الظن كلها معينات على قبول الخير، ولا شك أن مجرد السلام المحتشم بدون خلوة، مقبول من الناحية الشرعية، أكرر السلام الذي لا تصاحبه ضحكات ومزح وتوسع في الكلام، وكم تمنينا أن يفهم الجميع أن خرائط العلاقات والاهتمامات ينبغي أن تتغير بعد الزواج لمصلحة الأسرة الوليدة، وأولى الناس بالمرأة زوجها، ومؤانسة الزوجة أولى من السمر مع الأصدقاء.
والغيرة مطلوبة من الطرفين، ولا يتصور وجود حب إلا في ظلالها، ونحن نقصد الغيرة المحمودة وليست غيرة الشكوك والظنون، ونتمنى أن لا تتضايقي من تصرفاته، واثبتي له أنك أهل للثقة، واطلبي منه التواصل مع الموقع حتى يتعرف على الحدود، وسوف نسعد بسماع وجهة نظره، ولكن من الضروري أن يتقبل الفكرة، وعلى كل حال، فإن العاقلات مثلك يتفادين كل ما يؤجج غيرة الرجل، وقدوتهن في ذلك ذات النطاقين، حين رفضت أن تركب مع أشرف وأطهر وأكمل الخلق، وتمشي في ركاب الرجال، لأنها تذكرت الزبير وغيرته.
ونحن نقول إذا كان زوجك يغار من الشمس فلا تنظري إليها، وإذا كان يغار من القمر فلا تمدحيه، وتجنبي المقارنات والحديث عن الذكريات قبل الارتباط، ووفري له التقدير والاحترام، وسوف يغمرك بالحب والأمان، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، ولا تدخلي الآخرين بينكما ولا تشتكيه لأحد، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسال الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وكلنا أمل في أن تصلوا إلى التفاهم، وغدا سوف تصبح هذه الأشياء مجرد ذكريات، ونسأل الله لكما التوفيق والخيرات.