أريد تحصين نفسي بالزواج رغم صغر سني، فما توجيهكم لي؟

0 418

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور أحمد، أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما، أنوي الزواج في العام القادم -إن شاء الله-، لكن ألا ترى أني صغير السن على الزواج، وأنا أريد الزواج؛ خوفا من الله في هذا الزمن الذي لا تخفى عليك عجائبه، وأريد نصائحك لي إذا أردت الزواج في العام القادم.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الفاضل، أهلا بك في موقع إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نحاورك من خلال ما يلي:

أولا: شكر الله لك تدينك؛ فهذا أمر ينبغي أن تحمد الله عليه، نسأل الله أن يتم عليك نعمة التدين، وأن يجعلك من عباده الصادقين.

ثانيا: اعلم -أخي الحبيب- أن الزواج في الصغر عند الاستطاعة هو من خير الأمور التي يعصم الله بها الشباب، ومن أكبر المعينات على تحقيق الشباب أمنيتهم في الاستظلال بظلال الله يوم القيامة، فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: شاب نشأ في عبادة الله، فمادمت قادرا على الزواج فلا تتأخر، وتوكل على الله، واعلم أن هذا هو الخير لك -إن شاء الله-.

ثالثا: للزواج في الصغر فوائد كثيرة على الشاب في عاجله وآجله، أما عاجله فالعصمة، وأما آجله فلكونه حين يرزق بالأولاد -إن شاء الله- يتمتع بهم وهو صحيح معافى، فإذا هرم كانوا سندا وعونا له بعد توفيق الله وسداده، والعرب تقول: تزوج صغيرا تنجب والدا لك يرعاك في طفولة كبرك!.

رابعا: أما النصائح -أخي الحبيب- فهي كالتالي:

1- لا تتسرع في اختيار زوجتك حتى تستخير وتستشير، والاستخارة كما علمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من حديث جابر -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -هنا تسمي حاجتك- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر -هنا تسمي حاجتك- شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. ويسمي حاجته".

2- اعلم أن الزواج يقوم على الود والرحمة، والزواج الناجح هو الذي يقوم على التفاهم، فاحرص -أخي الحبيب- أن تتوافق مع زوجتك، وأن تتحاور معها، وأن تتفقا على كيفية إدارة حياتكما الزوجية، وتذكر دوما ما روي عن حبيبك -صلي الله عليه وسلم-: "ما أكرمهن إلا كريم".

3- لا توجد -أخي الحبيب- امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، وحتما ستجد بعض المعوقات والصعوبات في حياتك الزوجية، والرجل العاقل هو من يحسن إدراة حل المشاكل، فالأصل وجودها، ولكن الذكاء في طرق معالجتها، وهذا لا يكون إلا بالحوار والهدوء.

4- اجعل بينك وبين زوجتك حكما يفصل بينكم من غير البشر!، اجتهد ألا تدخل أحدا بينكما، وأخبرها كذلك أن لا تدخل هي أحدا في مشاكلكم، واجتهدا أن تحل المشاكل في غرفة نومكم دون أن يعلم بها أحد.

5- عند حدوث أي مشكلة، لا تحاول أن تعالجها في وقتها؛ فكلاكما ليس مهيئا لذلك، اجعل هذا بعد ركعتين أو بعد وقت يهدأ كل طرف فيه، ويكون مستعدا لسماع الآخر.

6- اجتهد أن تجعل بيتك بيتا إيمانيا قرآنيا، احرص فيه على الذكر والطاعة، وافعل ذلك مع زوجتك.

7- المرح شيء جميل بين الأزواج، اخلط حياتك الزوجية بالمزاح معها، وأكثر من الأقوال الطيبة لزوجتك؛ فالزوجة تحب أن تسمع من زوجها الثناء الدائم.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح حالك، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات