أعاني من ضعف الرغبة الجنسية مع أني سليم عضويًا.. أين المشكلة؟

0 573

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 33 سنة، ابتليت بممارسة العادة السرية بشدة لسنوات طويلة، وبشكل شبه يومي، أعاني حاليا من ضعف شديد في الاستجابة للمؤثرات الجنسية، كمثال صور النساء في المجلات، أو مشاهد في التلفزيون، أو على الطبيعة، وكذلك ضعف في الانتصاب وعدم القدرة على الجماع، حاولت ممارسة الجنس عدة مرات، لكن جميعها فشلت، وكنت متزوجا وانفصلت لهذا السبب.

المحير في الأمر أنني قمت بعمل فحوصات كاملة للدم والهرمونات وأشعة دبلوكس للذكر في 3 مراكز طبية مختلفة متخصصة في مجال الذكورة، وجميعهم أكدوا أنني سليم عضويا، ولا أعاني من أي مشكلة، باستثناء انحناء شديد في الذكر للأسفل بدرجة40 %، وزيادة بسيطة في نسبة الدهون الثلاثية.

علما أني لا أدخن، ولا أشرب، ولا أتعاطى مخدرات، وأحرص على تناول الأغذية الصحية، فأين المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك نسبة من الناس عندما يدمنون على ممارسة العادة السرية مدة طويلة قبل الزواج يتبرمج لديهم المخ من الناحية الجنسية على هذه الطريقة، ويعتبرها هي الطريقة الصحيحة للممارسة الجنسية، وإذا حاول الشخص بعد ذلك تغيير هذه الطريقة بعد الزواج، ويسلك الطريق الصحيح في الجماع مع الزوجة قد يحتاج إلى وقت طويل لكي يتعود المخ على التخلي عن الطريقة الأولى، وهي العادة السرية إلى الطريقة الصحيحة مع الزوجة، وقد يتم ذلك بمساعدة الاختصاصيين النفسانيين في مجال المشاكل الجنسية.

وقد اسلفت في استشارتك أن كل تحاليلك بما فيها الهرمونات والأشعات نتائجها كانت طبيعية، وهذا ينطبق على أن السبب ليس عضويا على الإطلاق.

الزيادة البسيطة في نسبة الدهون الثلاثية لا تسبب هذه الأعراض، وخاصة في هذا السن بالذات.

بالنسبة لانحناء القضيب: إذا كان الانحناء بسيطا إلى اليمين، أو الشمال، أو إلى الأسفل، فهذا يعتبر شيئا طبيعيا، أما إذا كان الاعوجاج شديدا، ويحدث أثناء الانتصاب وبصورة دائمة ومتزايدة، فهذا يسمى مرض peyronie's، ومن أهم أسباب اعوجاج الذكر المستمر هو وجود تليف في جزء من القضيب، ومن الأعراض الشائعة له إذا كان التليف كبيرا أن يشكو المريض من آلام أثناء الانتصاب، مع وجود اعوجاج في الذكر، وقد يشتكي من ضعف في الانتصاب.

يظل السبب غير واضح في كثير من الحالات، ولكن من الأسباب المهمة هو الإفراط في الممارسة الجنسية العنيفة، أو ممارسة العادة السرية العنيفة أيضا، مع وجود استعداد لدى الشخص لحدوث المرض، أو بسبب مرض وراثي، أو إصابة على الذكر أو تكرار الحقن في منطقة الذكر لأسباب مختلفة.

وإذا كان لوجود الاعوجاج أقل من سنة مع كون الألم والاعوجاج بسيط، ولا يوجد ضعف انتصاب، ولا يعوق الإيلاج فبالإمكان تناول بعض الادوية عن طريق الفم والحقن الموضعية على القضيب يقررها لك طبيب الذكورة، أو المسالك المعالج لأنها تحتاج إلى الإشراف الطبي.

أما إذا كانت الحالة قد استقرت بعد سنتين وأكثر وكان الاعوجاج شديدا، وكذلك ضعف الانتصاب ويعوق الإيلاج فبالإمكان التدخل الجراحي لعلاج الاعوجاج بطرق معينة.

والتدخل الجراحي هو حل أخير إذا تم التشخيص الصحيح، وفشلت الطرق العلاجية الأخرى، ولا أعتقد أن ضعف الرغبة وضعف الانتصاب لديك يعود إلى هذا السبب.

واستشارتك هذه محولة أيضا إلى المستشار المختص في هذا المجال، -وإن شاء الله- سوف يرشدك إلى الطريق السليم للتغلب على هذه المعضلة بعون الله تعالى.

حفظك الله من كل سوء.
++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وتليها إجابة د. أحمد المحمدي المستشار التربوي:
++++++++++++++++++++++
فأهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يرزقك عمل الخير، وخير العمل، وبخصوص ما ورد في رسالتك فنحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولا: اعلم -أخي الحبيب- أن الأمر يحتاج لعلاج بدني ونفسي وشرعي، وقد تحدث أخونا الدكتور سالم، وأفاض في مسألة العلاج البدني، وهنا ندعوك إلى التقيد بنصائحه والاهتمام جيدا بما يلي:

ثانيا: أول ما ينبغي عمله الآن التوقف وفورا عن ممارسة العادة السرية، ولا يوهمنك الشيطان أن الأمر عسير، أو أنك لا تقدر، احذر من خطواته وإياك أن يزرع فيك اليأس.

ثالثا: ينبغي أن تعلم -أخي الحبيب- أن الشهوة لا تموت بالعادة السرية، بل تزيد اشتعالا بها، وإننا ندعوك أن تدخل على موقعنا لتقرأ عن أضرارها وإدمانها، وكيف أن البعض ممن أدمن عليها وجد صعوبة بالغة بعد الزواج، ولم يستطع أن يتكيف مع زوجه، بل أدى الأمر بالبعض إلي الطلاق -والعياذ بالله-.

رابعا: من الأمور الهامة التي تجب أن تكون حاضرة في ذهنك: أن ما فعلته من ممارسة العادة السرية معصية وذنب، وأنك من غير قصد جعلت الله أهون الناظرين إليك، لكن هذا لا يعني نهاية الطريق، بل إن باب التوبة مفتوح، فلا تظن أن الله لن يقبل الله توبتك، وقد فعلت ما فعلت ، فالله كريم غفور رحيم، وهو القائل: { ‏‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} أي: يا عبادي الذين أكثروا على أنفسهم من الخطايا والذنوب لا تيأسوا من رحمة الله، { إن الله يغفر الذنوب جميعا} أي: إنه يغفر الذنوب جميعا عظمت أم صغرت، كثرت أم قلت، بل زاد فضل الله وكرمه حين يبدل السيئات والموبقات إلى حسنات كريمات فاضلات، قال الله جل وعلا: { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}

خامسا: إننا ندعوك حتى تتغلب على هذه الشهوة أن تقوم بعدة أمور:
1- الإقناع الذاتي بأنك تقدر، فما لم يتم الاقتناع الداخلي فإن العلاج سيكون ناقصا غير كامل.

2- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار ، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل، واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة قال الله {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأداها كما أمره الله أعانه الله على شهوته .

3- اجتهد في الإكثار من الصيام، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

4- ابتعد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم، أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم ألا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

5- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أيا من تلك الوسائل لا تطفئ الشهوة بل تزيدها سعارا.

6- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة، فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

7- تجنب -أخي الحبيب- أن تجلس وحدك مطلقا، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تماما، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماما.

8- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك، ويحفظ أهلك من كل مكروه والله المستعان.

نسأل الله أن يغفر لك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات