السؤال
السلام عليكم ..
أنا فتاة عمري 20 سنة، منذ أسبوع تقريبا تقدم لخطبتي ابن عمي، جامعي وموظف أيضا، وليس هناك ما يعيبه، قمت بالاستخاره أكثر من مرة، أحيانا أحس بالراحة، وأقول بأنني موافقة، وأحيانا أفكر بمن أحب وأصرف النظر عن الموضوع بأكمله.
إنني قبل فترة ليست ببعيدة تعرفت على شخص آخر يكبرني بعامين، أحببته وأحبني، أعلم أن ما أقدمت عليه ذنب، وأنه لا يجوز لكوني مسلمة، وأقسم لكم أنني كلما تكلمت معه أندم، ومرات كثيرة أتركه وأقول له: إن كنت تريدني أكمل دراستك وتوظف لتتقدم لخطبتي، لكنني الآن لا أعلم ما الذي علي فعله؟
أخاف أن أرفض ابن عمي وأندم، وأخاف أن تتم موافقتي ولا أستطيع التعايش معه، كون قلبي معلقا بشخص غيره، أنا مؤمنة تماما بأن ما أفعله ليس صائبا، وأعلم أنه من الصعب علي أن أتزوج من أحب لكون قبيلته غير قبيلتي، وأسرتي ترفض أن تزوج إحدى بناتها لخارج القبيلة، وأعلم أنني أقترف إثما في حق ربي وحق نفسي، لكن قلبي لا يفهم كل هذا، أنا في صراع كبير بين قلبي وعقلي، ولا أستطيع أن أخبر أحدا، فهل لكم أن تنصحوني وترشدوني للطريق الصحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: شكر الله لك -أختنا الفاضلة- تدينك وحرصك على إرضاء الله -عز وجل-، واجتهادك في ذلك، غير أن هذا لا يبرر ما وقعت فيه من إثم، نسأل الله أن يتوب عليك وأن يغفر لك وأن يعينك على طاعته، ونوصيك هنا -أختنا- بالتوبة والأوبة إلى الله -عز وجل- والله يتقبل منك ويغفر لك على ما كان منك متى ما كنت نادمة صادقة في ذلك مخلصة لله.
ثانيا: إن الزواج -أختنا- رزق من الله -عز وجل- وقد قدر الله للجميع، فاطمئني وثقي أن من قدره الله لك زوجا سيأتيك وأنت معززة مكرمة، ولم لا وهو مكتوب ومقدر من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما خلق الله القلم وقال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ) وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان وعدم الجزع فما كتبه الله لك سيكون، فأبشري وأملي في الله خيرا.
ثالثا: اعلمي -أختنا- أن قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك، وتذكري أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمني الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم " . فكوني علي يقين بأن اختيار الله لك هو أفضل من اختيارك لنفسك، واتركي ما يضعه الشيطان في قلبك من أن الاقتراب منه سعادة والابتعاد عنه تعاسة، هذه كلها حبائل الشيطان ليصرفك عن الخير، ويشغل بالك بما يصرفه عن الفرائض والواجبات والنوافل فانتبهي.
رابعا: أنت الآن -أختنا- في سن يسمح لك بالقبول والرفض، لكن ثقي أنها سنوات قليلة وتقل هذه الفرص إلي أن تنعدم، وساعتها تتمنى المرأة أن يأتيها أي أحد ولا تجد، فاغتنمي الفرصة وتزوجي من رجل صاحب دين وخلق، استخيري عليه الله وتوكلي، وثقي أن النية إن كانت صالحة سينسيك الله من وساوس الشيطان عن هذا الرجل ما علق في قلبك، والله قادر على كل شيء.
خامسا: إننا ننصحك الآن وفورا نسيان هذا الشاب، والقبول بولد عمك، وعدم إخبار أحد بما حدث بينك وبين هذا الشاب ، فالاستخارة لا تفضي إلا إلى خير، وولد عمك لم تعتبي عليه دينا ولا خلقا، وهو فرصة لن تعوضيها، اتركي الأمر لله، ولا تقلقي من موضوع الشاب، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، والقلب سمي قلبا لتقلبه وعدم ثباته على حال، واعلمي أن رفضك -أختنا- سيثير الشبه حولك، وستفقدين ولد عمك ولن تربحي هذا الشاب، ثقي ما دمت استخرت الله أن الله سيوفقك للخير.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح وأن يثبتك على الطاعة، وأن يوفقك لكل خير.