السؤال
السلام عليكم
أسأل الله لكم خير الجزاء على جهودكم.
أنا البنت الكبرى بين ثلاث أخوات، ويكبرني أخ، أعطاني الله كل النعم التي أريدها، ووفقني ويسر أمور حياتي إلى الآن، من دراسة وزواج وإنجاب -له الحمد والشكر-.
ولكن ما أرقني هو أنني الوحيدة بين أسرتي من أخذت كل شيء، فكل أفراد أسرتي تعاني، إما من سقم أو كرب أو تأخر إنجاب أو تأخر زواج وهموم، أنا لا أتميز عنهم بشيء في الدين أو الخلق، جميعهم -لله الحمد- ملتزمون بقدر ما عرفوا من الحق ساروا عليه.
أنا أعاني من كوني صاحبة نعم في بيت كله ابتلاءات، وأهتم لهم دائما، وأخشى كثيرا من حالي، أخاف أن أفرح فيأتيني البلاء، أصبح العطاء علي -أحمد الله عليه- ولكن ينزل كبلاء لي، حيث يفتقده أهلي، ما السبيل ليرتاح قلبي من هذا الفكر؟
سؤالي الثاني:
أنا أم لطفلين في سن صغير جدا، وحامل، وأنا الآن بعد مرور أربع سنوات في محاولات مع إحدى أخواتي مبتلية بمرض الثنائي القطب، ومتزوجة بدون إنجاب، أصبحت أنا الآن لا أطيق سماع شكواها ولا أسيطر على أعصابي من طريقة تفكيرها في الأمور، أشعر كأنها مراهقة، وأتعب جدا لفهمها ونصحها، فهل سيعاقبني ربي إذا ابتعدت عنها وانسحبت من سماع شكواها سواء المرضية أو الأسرية؟ وما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة وليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع ونهنئك على النعم وعلى الاعتراف بها وبفضل المنعم، وندعوك إلى تقييدها بالشكر؛ فهو الحافظ للنعم وهو الجالب للمزيد، ألم يقل العزيز الحميد:" ولئن شكرتم لأزيدنكم"، ونحيي فيك مشاعرك النبيلة تجاه أفراد أسرتك، ونذكر الجميع أن الصبر مثل الشكر يوصل إلى الرضوان والجنة، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق الآمال.
وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، أو أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، فاجتهدي في الشكر، وشجعي أهلك على الرضا والصبر، واعلمي أن أولى الناس بالدعم والتأييد والمساندة هم أهلك وأن من أهم أبواب الشكر مساعدة الآخرين، وإشراكهم في خير النعم، وأولى من شاركك ما عندك من الخير أهلك فلا تقصري في معاونة المحتاج وفي التخفيف على المكلوم.
أما بالنسبة لكثيرة الشكوى، فنرجو أن تصبري عليها وتنصحي لها، وأشفقي عليها واحمدي الله الذي عافاك مما ابتلاها به، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، وحصني نفسك وأطفالك بالأذكار والأدعية، واسألي الله دوام النعم، ونحن سعداء بتواصلك مع موقعك.
نسأل الله أن يوفقك.