أعاني من مرض التصلب اللويحي، فهل هناك أمل في شفائي؟

0 468

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، لدي مرض: (Multiple sclerosis MS) منذ سبع سنين، الظروف التي أصبت بها كانت سيئة، لكنه بسبب أزمة مررت بها أدت إلى هذا المرض الذي إلى الآن ليس معروفا سببه.

الآن أنا مستقرة، فعدم التوازن لم يصبني منذ أول مرة، ولكن كانت هناك نكسات على فترات متباعدة، ولأكون أكثر دقة نومت مرتين في المستشفى غير المرة الأساسية.

سؤالي هو: هل هناك أمل في الشفاء؟ أنا أستخدم دواء: gilenya، والآثار الجانبية تتعبني جدا، وأكثر جانب يتعب أنه يضعف المناعة، فهل هناك أمل أن أعيش حياة طبيعية؛ فأقل مجهود يتعبني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجعل الله كل ما تعانيه رفعة وأجرا وثوابا، والصبر أجره كبير، ويوفيه الله لمن صبر واحتسب بغير حساب.

وهذا المرض هو من الأمراض المناعية، وكما تعرفين فالجسم في هذا المرض يشكل مضادات ضد غشاء الميالين (النخاعين) الذي يغطي الأعصاب، وسبب هذا التحول في الجهاز المناعي لكي يشكل مضادات غير معروف كما ذكرت.

وتطور المرض يختلف من مريض لآخر، إلا أن معظم المرضى تكون حالتهم مثل حالتك، أي أنه يحصل هجوع للمرض وتحسن للأعراض، ثم تحصل انتكاسة أو نشاط في المرض، وهذا هو حال معظم أمراض المناعة الذاتية، حيث يتم التحكم بالأعراض عن طريق الأدوية، ويتحسن المريض إلى حد كبير، ثم لسبب من الأسباب تحصل انتكاسة، وتحصل أعراض جديدة.

والدواء الذي تتناولينه هو من الأدوية الحديثة لعلاج المرض gilenya (fingolimod، وهو يؤخذ بشكل حبوب، وفي السابق كانت العلاجات بشكل إبر، وهذا الدواء وجد في الدراسات التي أجريت على مرضى التصلب اللويحي أنه يقلل من تكرر الهجمات، ويؤخر حصول الإعاقة، وتطور المرض، ولذا ينصح المرضى بأخذ حقنة الأنفلونزا سنويا (هناك تطعيم الأنفلونزا عن طريق البخاخ الأنفي، وهذا لا ينصح به).

والأعراض الجانبية لابد وأنك تعلمينها، فمن الأعراض الجانبية الشائعة: الصداع، والأنفلونزا، وآلام الظهر، والإسهال، وارتفاع أنزيمات الكبد، والسعال، إلا أن هناك أعراضا جانبية أقل حدوثا نتيجة نقص المناعة وتأثر ضربات القلب.

ومن الأشياء التي ينصح بها لمرضى التصلب اللويحي:

- أن يكون الجو في البيت باردا في الصيف وحتى في الشتاء؛ لأن زيادة الحرارة تزيد من الأعراض، والبرودة تحسن الإحساس بالإعياء، وتحسن استقرار المرض.

- أكثري من الأطعمة التي تحتوي على الألياف، وأكثري من الماء، ويمكنك أيضا تناول: omega 3 fattu acid، وهذا يكون بشكل حبوب، فهو من المركبات التي تساعد على تخفيف الالتهاب المناعي في الجسم، وقد وجد أنه يساعد مع العلاجات الأخرى على التحكم بالأمراض المناعية المترافقة بالتهاب في الجسم مثل: التصلب اللويحي.

والأمل أولا وآخرا هو في الله تعالى، والعلاجات هي وسيلة للشفاء، لذا فاطلبي الشفاء من الله، وارفعي يديك في جوف الليل وفي الثلث الأخير من الليل، وتضرعي له فهو الشافي والمعافي، والله لا يعجزه شيء، فهو من جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، وهو من شفى أيوب من مرضه العضال، فلا تيأسي من رحمة الله، وأكثري من الصدقات كما أوصانا الحبيب محمد -عليه الصلاة والسلام-.

إن مرض التصلب اللويحي لا يقلل من مدى عمر المريض، ومعظم المرضى يكون عندهم طول العمر مثل بقية الأشخاص الطبيعيين، ومعظم المرضى بهذا المرض لا يكون عندهم إعاقة شديدة، فإنه في دراسات ومتابعة هؤلاء المرضى، وجد أنه وبعد 20 سنة من المرض أن ثلثي المرضى يتحركون ولا يحتاجون لكرسي متحرك، ولكن بعضهم يحتاج للعصا.

20% من المرضى تكون عنهم الأعراض خفيفة، و20 % منهم تكون الأعراض متطورة دون تحسن، وباقي المرضى وهم الأغلبية يكون هناك تحسن ورجوع للأعراض كما هو عندك.

والشيء المطمئن عندك: أنه لا يوجد عندك الأعراض أو العوامل الخطرة التي تعطي فكرة عن أن المريض شديد.

- العمر فوق سن 40.
- عدم تحسن الأعراض.
- حصول إعاقة حركية، أو الحالة الفكرية للمريض، أو عدم التحكم في المثانة.
- حصول هجمات متكررة خلال السنة الأولى من المرض.
- تطور سريع للمرض نحو الإعاقة، وعدم تحسن الأعراض.
- الأعراض الأولى في مناطق متعددة من الجسم.

فكما ترين ليس عندك أي واحد من هذه العوامل التي عادة ما تعطي فكرة عن شدة المرض، والحمد لله فإن الله يقدر ويلطف، فادعي الله اللطيف أن يشفيك، واحمدي الله.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة والأجر على الصبر والأمل.

مواد ذات صلة

الاستشارات