السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا كل خير.
مشكلتي تتجلى في آلام جسدية، وبالخصوص عصبية وعضلية في الكتفين والأرجل، حيث بدأت الأمور تتطور من آلام شديدة في منطقة الرقبة والكتفين والذراعين إلى اليدين وبأشكال مختلفة، وإليكم الأعراض التي أعاني منها:
- تصلب العضلات، وتنمل في الأعصاب، وأحيانا شحنات كهربائية، ثم آلام أسفل الظهر مع نفس الأعراض في الفخذين والساقين والأرجل، وشد في الأوتار.
- سخونة في الأرجل.
- الإحساس بثقل في الرجلين والساقين خلال المشي.
- إحساس بآلام أسفل القدمين، وكأنها حروق جلدية، وعلى مستوى جميع مناطق الجسم بدرجات مختلفة.
- آلام في جميع مفاصل الجسم، مع سماع طقطقات بصوت مرتفع، وخصوصا الجهة الخلفية.
- التنمل في وضعية التربع في المسجد، من الركبة إلى الرجلين، مما يجعلني أضطر لتغيير الوضعية، كبسط الرجلين مثلا.
- شد في العمود الفقري على شكل عقد مع آلام طوال اليوم، ولا تنفك إلا بعد محاولة طقطقتها، خاصة خلال السجود والركوع أو الاستلقاء على الظهر.
- تشنج العضلات والأعصاب بصفة مباغتة عند أبسط الحركات، وأحيانا خلال النوم، ومنها عصبة الفخذ والساق وأسفل القدم في وضعية التشهد، وفي الفك السفلي عند التثاؤب، فلا أستطيع إغلاق فمي.
- حركات عضلية لا إرادية (اهتزاز)، خصوصا عضلات الذراعين والفخذين، علما أن تخطيط الأعصاب والعضلات سليم، والتحاليل الدموية سليمة، وستجدونها في الملحق في الأسفل، أما الأشعة فأكدت بعض الاضطرابات في العمود الفقري، لكنهم قالوا: إنها ليست خطيرة على مستوى (C5/C6 et L5/S).
- العرق الشديد، خاصة وسط الزحام، ووسط المسجد، وبعد الخروج من الاستحمام وتنشيف الجسم يبقى العرق يخرج، خاصة إذا شربت الماء، مع العلم أن العرق يخرج من جميع مناطق الجسم، حتى الرأس يصبح مبتلا بأكمله.
- صعوبة التركيز في الأمور الذهنية، مع الشعور بالنوم وثقل في العينين خلال القراءة بعد مرور وقت وجيز.
- حساسية الأنف، والعطس والسيلان، وحساسية العينين واحمرارهما وحكهما، كما تطورت الحساسية إلى ربو منذ 2002 إلى يومنا هذا. والفحصوات أكدت حساسية (القراديات)، وأستعمل SAFLU (بروبيونات فلوتيكازون /سالمترول) و ventoline (سالبيتمول)، ولكن بشكل غير منتظم، كما أن هناك حساسية في الجلد مع احمرار وحك.
- حاليا وجدت مشكلة كبيرة في حمل ولدي بين ذراعي، وولدي يبلغ من العمر 40 يوما، حيث بعد مدة وجيزة أحس بآلام شديدة في الذراعين، فأضطر خلالها للاتكاء علي أي شيء، كما أن جبيني يتصبب بالعرق، حيث إني حديث العهد بالزواج، فقد تزوجت أواخر 2013.
الأغلبية يقولون: إن عندي مشاكل الاكتئاب أو ما يعرف بآلام نفسوجسدية.
طلبي منكم -أيها الأطباء المحترمون- النصح والإرشاد، هل أستمر في الدواء الحالي (Deroxat 20mg Paroxétine) و(Nordaz 7,5 mg Nordazépam) أم أتوقف؟ علما أني أتابع حاليا مع أخصائي في الأمراض النفسية والعقلية منذ أربعة أشهر، إضافة إلى أني استعملت
Tuneluz 20 mg (Fluoxétine)و Laroxyl 25 mg (Amitriptyline) لمدة سنتين، بدون اختفاء الآلام المذكورة.
أريد أن أعرف ما هي طبيعة المرض؟ وما هو تفسيركم للطقطقات، هل هي للعظام أم للأوتار؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
كما يبدو من أعراضك التي تعاني منها، فإنها لا يمكن تفسيرها بمرض واحد، وهذا الشيء نراه في حالات الأعراض الروماتيزمية من منشأ نفسي، وتسمى (psychogenic rheumatism)، وفي هذا المرض تكون الأعراض التي تؤثر على الجهاز الحركي من منشأ نفسي، وكثيرا ما يقوم الأطباء باجراء التحاليل والصورة الشعاعية إلا أنه لا يمكن تفسير هذه الأعراض بمرض عضوي روماتيزمي معين، وهذه الأعراض تكون بشكل آلام متوزعة في كل الجسم، مع الإحساس بالتيبس أو التصلب، وأحيانا يحس المريض بتورم أو انتفاخ وتخدير أو تنميل في بعض المناطق، وتكون الأعراض مبهمة لدرجة أن الطبيب يصعب عليه وضع هذه الأعراض في مرض واحد.
تكون أعراض المرض النفسي إما ظاهرة لدى المريض، وأحيانا يصعب على الطبيب غير النفسي أن يكتشفها، وبالتالي يتم إجراء صور وتحاليل، وتكون كلها إما طبيعية أو لا تفسر هذه الأعراض الممنتشرة في كل الجسم.
هذا هو الوضع الموجود عندك، فأنت تشكو من هذه الآلام المنتشرة في كل الجسم مترافقة أيضا مع أعراض لها علاقة بالجهاز العصبي، وهي (تنمل في الأعصاب، وأحيانا شحنات كهربائية ثم آلام أسفل الظهر، مع نفس الأعراض في الفخذين والساقين والأرجل، وشد في الأوتار)، وكان تخطيط الأعصاب والصورة الشعاعية طبيعيا، ولم يستطع الأطباء تحديد سبب هذه الاعراض العصبية، فهي أعراض لها علاقة بالجهاز العضلي والجهاز العصبي والجلد؛ لزيادة التعرق.
كل هذا يؤكد على أن الأعراض التي تشكو منها منشؤها نفسي، وليس عضويا، وبالتالي فإنه يجب المتابعة مع طبيب الأمراض النفسية، وأي طبيب آخر سيعطيك المسكنات التي يمكن أن تتناولها، وهي تساعد على تخفيف الآلام، إلا أن المهم هو علاج المرض النفسي، وهذا يساعد -باذن الله- على تخفيف الأعراض.
وسأحيل رسالتك إلى استشاري الأمراض النفسية؛ لكي يبدي رأيه في موضوع الأدوية والمعالجة.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
تمت إجابة الدكتور/ محمد حمودة، استشاري أول باطنية وروماتيزم، تليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
كما أفادك الأخ الدكتور/ محمد حمودة، فإن أعراضك هذه لا يمكن أن نضعها في بوتقة واحدة تشير إلى مرض معين، من الواضح جدا أنها أعراض نفسوجسدية، ربما يكون القلق والتوتر قد لعب دورا فيها، وكثيرا ما يظهر القلق والتوتر وحتى الاكتئاب النفسي في شكل أعراض جسدية أو ما تسمى بالتجسيد، وهذا أراه ينطبق عليك -أيها الفاضل الكريم-.
نصيحتنا لك هي أن تواصل مع الطبيب النفسي. و(الباروكستين) دواء ممتاز، دواء فاعل، ولا يؤدي إلى الإدمان أو التعود، عيبه الوحيد أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلا لدى بعض الرجال، لكنه أبدا لا يؤدي إلى عقم أو شيء من هذا القبيل، كما أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، بخلاف ذلك فهو دواء رائع وفاعل وممتاز جدا.
بالنسبة لعقار (Nordazepam): هذا الدواء لا أريدك أن تكثر من استعماله؛ لأنه من الأدوية التي قد تؤدي إلى التعود. هذا بالنسبة لعلاجك الدوائي، وعليك أن تتواصل مع طبيب نفسي.
هنالك أبحاث تشير أن مضاد الاكتئاب المعروف باسم (ديلوكستين)، واسمه التجاري (سيمبالتا) يكون مفيدا جدا في مثل حالتك. لا أريدك أن تتوقف عن (الباروكستين)، لكن لا أريدك أن تنتقل لدواء آخر إلا بعد أن تناقش طبيبك عندما تجد أن وضعك لم يتحسن بصورة مقنعة لك.
حالتك هذه تتطلب ممارسة الرياضة بانتظام، والرياضة بالفعل تعتبر خطا علاجيا رئيسيا في مثل حالتك هذه.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ولك الشكر على الثقة في إسلام ويب.