أرشدوني فقد مللت حياة المعصية والبعد عن الله.

0 268

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية، كنت أعيش حياة جميلة مع الله، لا أقول أنني كنت ملتزمة جدا بأمور عبادتي، ولكني كنت عكس ما أنا عليه الآن، فقد أصبحت أنظر للمحرمات، وأفعل المعاصي، وأدخل بعلاقات محرمة من أجل التسلية وإرضاء شهوتي فقط.

قبل فترة عندما كنت أفعل المعاصي أشعر بالندم حالا وأرجع، ولكني الآن أصبحت لا أبالي، وأيضا صلاتي أصبحت أتهاون بها، حتى أنه قد تمر عدة صلوات لا أصليها.

حياتي أصبحت جدا كئيبة، ولا أتوفق بأي شيء، وأعلم أن هذا كله بسبب معصيتي وابتعادي عن الله، ولكن يراودني شعور الملل من الطاعة، أنا لا أعلم ما الذي حدث علي؟ وأخجل من أن أتكلم هكذا خوفا من ربي، ولكن هذا ما أشعر به بالفعل.

أنا تائهة، وكثيرا ما أحاول التوبة، ولكن أرجع في توبتي، أخاف كثيرا أن أتمادى في عصياني، ويأتي اليوم الذي سوف يزول ستر الله علي وعلى ما أقوم به؛ لأنه لا يوجد أحد يعلم بحالتي، وأيضا تراودني أحلام ولكن لم أفسرها، فأنا أحلم كثيرا بجنائز، وكأنني أنا من قتلهم، وحلم آخر كأنني كنت أقتل أشخاصا، وهكذا.

مللت من هذا الحياة، مللت من كوني فتاة عاصية لربها، أعلم أنه لا مفر ولا ملجأ إلا إلى الله، لذا أريد الرجوع والخضوع لله، أريد الابتعاد عن المعاصي، وعن الأفكار التي تأتيني لأفكر بالله عز وجل، وأتقطع وجعا منها خوفا من الله، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا -بابنتنا الفاضلة- في موقعها، وفي موسم العودة إلى الله، والفرار إليه، فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه، ويسعدنا أن نحيي فيك هذه الروح التي دفعتك للكتابة إلينا، ونؤكد لك أن هذه هي البداية الصحيحة، ونسأل الله أن يتوب عليك لتتوبي.

ونذكرك بأن ربنا الكريم غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، ولكنه أيضا شديد العقاب لمن تمادى واستمر في عصيانه وتمرده، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه يستر على العصاة ويستر، لكنهم إذا لبسوا للمعصية لبوسها، وبارزوا الله هتكهم وفضحهم وخذلهم، قال تعالى: (ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).

ومن هنا فإننا ندعوك لاستثمار هذا الإقبال، والمسارعة في الدخول في رحمة الرحيم، وأنت -ولله الحمد- ممن ذقن حلاوة الطاعة وطعم الإقبال على الله، واعلمي أن الأمل والطمأنينة والراحة والسعادة مرتبطة بالعودة إلى الله، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر تطمئن القلوب).

نتمنى أن تستمري في الصلاة، لأن المداومة على الصلاة والمواظبة هو الذي يوصل للخشوع والتلذذ بها، ثم تعوذي بالله من شيطان يحاول أن يوصلك للإحباط واليأس، فثقي بمغفرة الغفور، وعاملي عدوك بما يستحق، واعلمي أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا إذا قدر مالك الأكوان، واعلمي أن هذا العدو يحزن إذا استغفرنا، ويحزن إذا تبنا، ويبكى إذا سجدنا لربنا، ونبشرك بأن كيده ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أنك متميزة، والدليل هو هذا التواصل مع موقعك، وتلك الرغبة الرائعة في تصحيح المسار، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، فإنه الغفار، واحرصي على ذكره وشكره في الليل وفى النهار.

نسعد بدوام تواصلك، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك.

مواد ذات صلة

الاستشارات