بعد التوبة من المعاصي أصابتني وساوس خطيرة، ما نصيحتكم؟

0 279

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 30 سنة، كنت من قبل عاصيا وآتي الكثير من المعاصي والذنوب، وكنت أصلي، والآن الحمد لله، رجعت إلى الله وأعلنتها توبة صادقة، وندمت ندما شديدا على ما فرطت في جنب الله.

الآن صارت عندي وساوس خطيرة، تتعلق بالله، لدرجة السب وأكثر من ذلك، وأنا أبكي منها وخائف، كل ما أصلي أو أقرأ القرآن أو أسمع خطبا تهجم علي هذه الوساوس، ومن قبل ما كانت عندي هذه الوساوس الخطيرة! كانت قليلة.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الأخ الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمن عليك بقبول التوبة، وأن يثبتك عليها.

خير ما صنعت – أيها الحبيب – ما وفقك الله تعالى إليه من اتخاذ القرار الحاسم بالتوبة والرجوع إلى الله، ونحن نأمل ونظن في الله تعالى الظن الحسن، بأنه ما وفقك إلى التوبة إلا ليقبلك، فينبغي أن تحسن ظنك بالله، فإنه قد قال عن نفسه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، وقال نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

اجتهد في سؤال الله تعالى أن يقبل منك توبتك، وأن يثبتك عليها، وخذ بالأسباب التي تعينك على الثبات على هذه التوبة، ومن أهم ذلك وأعظمه: الرفقة الصالحة، فاحرص على مجالسة الصالحين ومصاحبتهم، وحضور مجالس الذكر والعلم، فإن ذلك من أعظم الأسباب التي تقوي إيمانك وتثبتك على هذا الطريق.

لا تقلق بشأن هذه الوساوس التي تأتيك، ولا تلتفت إليها، وخير علاج لها هو أن تعرض عنها إعراضا كليا، فإنها لن تضرك، وقد جاء بعض الناس يشكون للنبي -صلى الله عليه وسلم- الوساوس فقال في حقه: (فليستعذ بالله ولينته) فكلما خطرت لك تلك الخواطر استعذ بالله، وانته عنها، أي اصرف ذهنك عن التفكير فيها والجري وراءها، واشغل نفسك بغيرها، فإذا ثبت على هذا الطريق فإنها ستزول عنك بإذن الله.

كراهتك لها وخوفك منها دليل على وجود الإيمان في قلبك، إذ لولا وجود الإيمان في القلب لما حصل للقلب هذا الانزعاج والقلق، وهذه الوساوس ما هي إلا شيء من كيد الشيطان ومكره، يريد أن يصرفك عن طريق الخير الذي توجهت إليه، ويحاول أن يثقل عليك الطاعات ويبغضها إليك، والسبب ظاهر – أيها الحبيب – فإنه عندما كنت منحرفا لم تكن بك حاجة إلى هذه الوساوس، لأنك كنت على غير الطريق، فلما سلكت الطريق التي توصلك إلى الله أخذته الغيرة وحرص غاية الحرص على أن يقطعك عن هذه الطريق ويصرفك عنها، فلم يجد طريقا غير الوساوس.

اصرف نفسك عنها ينكبت بإذن الله تعالى ويذهب كيده ومكره، واستعذ بالله، وداوم على الأذكار في صباحك ومسائك، وأكثر من قراءة القرآن.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك، ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات