السؤال
السلام عليكم..
أنا صاحبة الاستشارة رقم 2240843.
أشكركم على الإجابة، وأود أن تعلموا عن وضعي أكثر، وتفيدوني أكثر.
أنا -بفضل الله- على قدر من الالتزام، حتى أنني اخترت العمل في مكان لا يوجد فيه اختلاط، على الرغم من أني لو عملت في مكان فيه اختلاط حسب طبيعة تخصصي؛ لكان راتبي أعلى بكثير، ولكني تركت هذا لوجه الله، وأسأل الله أن يبدلني خيرا من هذا.
ولكني أعاني من مشكلة أنني بعد انفصالي؛ كل الخطاب الذين يتقدمون لي غير ملتزمين، أحدهم لا يصلي، والآخر مرابي، وأحدهم يعمل في فندق، والله أحس أن كل هذه اختبارات من الله، ولكن والله لقد تعبت من هذا الوضع، وتعبت من هذا الابتلاء، فأصبحت أحس أنه لن يتقدم لي شاب على خلق ودين، وأنا والله لا أريد إلا صاحب الدين، فأرشدوني كيف أصبر على هذا البلاء.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يصبرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ويصلح الأحوال، ويحقق في طاعته لنا ولكم الآمال.
سعدنا بتواصلك، والتوضيح، وأفرحنا حرصك الشديد على البعد عن أماكن الرجال، مهما كان الراتب، ومهما كانت الإغراءات، وهذا مما يضمن لك السعادة في حاضرك ومستقبلك، وأي خير أعظم للمرأة وأكمل لعواطفها وراحتها من البعد عن الأجانب من الرجال، والأجنبي هو كل من يستطيع أن يتزوج المرأة، وليت بناتنا يفكرن بطريقتك الرائعة.
أما بالنسبة لمن تقدموا وانصرفوا: فاحمدي الله على ما حصل، وثقي بأن ما يختاره الله لك هو الأكمل والأحسن، والمؤمنة ترضى بما يقدره القدير، واعلمي أن لكل أجل كتاب، ونتمنى أن لا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق، لأن الدين يمكن أن يصلح الخلل، ولكن لا صلاح إذا كان الفساد في الدين، وبالأخلاق يتعايش الناس.
وأرجو أن ننبه إلى أن الدين المقصود هو: المحافظة على الأساسيات، فكوني واقعية في طلباتك ومواصفاتك، لأن بقية النواقص يمكن أن تحتمل، وبعضها يهمنا فيها الاستعداد والقابلية للتحسن، ونتشرف بالمتابعة معك، والمشاركة في اتخاذ القرار، فأنت عندنا في مقام كالبنت والأخت، ولا يخفى على أمثالك أن النقص يطاردنا كبشر، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وننصحك بتقوى الله، وبتجنب اليأس، وتفاءلي بالخير، وتوجهي لمن بيده الخير، واصبري، فإن العاقبة للصابرين، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها ذكر واستعانة، وعليك بالاستغفار لربنا الغفار، لأننا قد نحرم الخير بذنوبنا، وكوني في حاجة الضعفاء، ليكون العظيم في حاجتك، ولا تكثري من التفكير، واحرصي على أن تكوني في مواطن الخير، مثل دور التحفيظ والمحاضرات، حيث ملتقى الصالحات، لأن لكل واحدة منهن ابنا، أو أخا، أو محرما، يبحث عن الفاضلات من أمثالك، وكرري التوجه إلى الله، فإن قلوب الرجال والنساء بين أصابعه، يقلبها ويصرفها سبحانه.
ونحن بدورنا نشاركك الدعاء، ونسأل الله أن يضع في طريقك شابا صالحا مصلحا يسعدك وتسعديه، وأن يرضيك بما يعطيك، وننصحك بالاستمرار في الطاعات، وانتظار الفرج من رب الأرض والسموات.
وفقك الله، وسددك، ورعاك، وحفظك، وتولاك.