حائرة بين العودة لزوجي أو الطلاق.

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أطرح عليكم مشكلتي مع زوجي، والتي بدأت بعد عقد القران بيوم واحد فقط، فقد كان زوجي في فترة الخطوبة مثال الرجل الذي تتمناه أي فتاة، يحبني، ويحترمني، ويقدرني، وكل المعاني الجميلة بين شخصين مرتبطين، حتى عقد القران، فبعد عقد القران بيوم تبدل حاله.

فأصبح شخص لا أعرفه مطلقا، دائما ما يهدد بالطلاق لأتفه الأسباب، ودائما أكون آخر اهتماماته، وتكون أمه وأخواته أولها، حتى إنه دائما كان يقولها لي صريحة: (لو خيروني بين أمي وأخواتي وبينك سأختار أمي وأخواتي )، في كل وقت يقول ذلك إلى أن تزوجنا بعد عقد القران بشهر.

وبعد الزواج بشهر ونصف كنا عند والدته في المنزل تطاولت أخواته علي في الحديث، وشتموني ولم يرد بكلمة واحدة، بل إنه وبخني أمامهم، وما كان منه إلا إنه أحضرني إلى منزل والدي وتركني 10 أيام دون سؤال، مع العلم أني كنت في أول أيام حملي ثم عدت إليه بعد أن حدثني في الهاتف وشكى مرارة البعد والوحدة.

وفي نفس اليوم الذي عدت فيه إلى المنزل جاءت أمي وأختي ليذهبوا معنا إلى منزل والدته لكي يتم حل المشكلة، فتطاولت أخته علينا أنا وأمي وأختي بالشتم، وما كان مني إلا أني تركت المنزل وذهبت، وما كان من أخته إلا إنها قالت له: (لو كنت رجلا طلقها)، فطلقني! وذهبت إلى منزل أهلي، لم يأت أحدا من أهله ليرجعني، بل من أتى منهم لم يكن يريد الخير، فقد جاءوا ليتشاجروا، وكانت الصاعقة لي أنهم يعلمون كل صغيرة وكبيرة في حياتنا - أدق تفاصيل الحياة وأسرار حجرة النوم -، والجميع يتحدث وكأنه أمر عادي.

فرفضت العودة إليه، ولكن بعد محادثات هاتفية بيننا وعتاب ولوم عدت، وبعد 6 أشهر ذهبنا إلى زيارة خالته، فأخذت زوجة ابن خالته تتحدث معي وتشكو من سوء معاملة زوجها، وأهل زوجها لها، ثم سألني زوجي ماذا قلنا؟ فقلت له: لا شيء باعتبار هذا سر، فوجئت بعدها أن كل كلامها الذي تحدثت به، قالته على لساني، وإني شتمت أخواته البنات، فما كان منه إلا إنه انهال علي بالضرب دون أن يسألني حتى عن الحقيقة، وكان ذلك في الساعة الواحدة مساء، وجاء أبي وأخذني، وبعد عدة جلسات للصلح عدت إليه ووضعت طفلي.

وعندما كان عمر طفلي عاما واحدا كان يعاني من سخونة شديدة وأقسمت عليه بالله أن يذهب بالطفل للطبيب، ولكنه رفض لأنه مشغول بأخته التي ستلد في نفس اليوم؛ مما جعل حالة الطفل تسوء وتم حجزه بالمستشفى، بعد يومين وقد كان زوجي قد ذهب لعمله، حيث يقضي 3 أيام خارج المنزل، وبدلا من أن يتصل يطمئن على الطفل، كان يعاتبني بأني لم أذهب لأخته، ولم أرد على أمه في الهاتف، فتشاجرنا وأنا في المستشفى فطلب مني العودة إلى المنزل بالطفل فرفضت؛ لأن حالته كانت خطيرة، وبعد أن عاد إلى المنزل وخرج الطفل من المستشفى تشاجر معي وضربني، وجاء أخي وأخذني إلى بيت أهلي.

ثم بعدها بشهر طلقني فرفعت عليه دعوة بالنفقة علي وعلى طفلي فأرسل لي إنذارا بالطاعة فطعنت فيه، والآن يقول إنه أرجعني بعد الطلاق بأسبوعين ولكني مازالت في بيت أهلي منذ 4 شهور ونصف، وأرفض العودة إليه قبل أن يضمن لي ألا يعود إلى مثل تلك الأفعال.

فهو شديد التعلق بأمه وأخواته البنات، ويقول لهم كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وينفذ جميع أوامرهن دون تفكير، يخاف منهم جدا، ويتهمني بأني أنا التي أفعل ذلك مع أهلي، وأنا لم أفعل ذلك.

فهل ظلمت طفلي بالبعد عن أبيه، وتحويل المشكلة إلى القضايا؟ وإن عدت إليه فهل أكون ظلمت نفسي؟ فأنا أحبه كثيرا، ولكني أكره تصرفاته، وعلاقته الملتبسة مع أخواته.

عذرا على الإطالة، فقلبي مجروح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مازن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يهدي زوجك وأن يرده إلى الحق.

وبخصوص ما ذكرته فلا شك أننا نسمع منك أنت أختنا، وبالطبع أنت صادقة، ولكنك تتحدثين بما تشعرين به من وجهة نظرك، ونحن لا نريد أن نقول قولا يعينك على اتخاذ قرار قد تجدي ندما بعد ذلك من جراء القرار، لذلك أختنا نجيبك من خلال ما ذكرت، وعليك تفهم أن الطرف الآخر لم يتحدث معنا.

أختنا: نحن لا نوافق على ما فعله الزوج من ضرب، وما فعله من تطاول عليك، وما فعله من نقل أحاديثكم الخاصة إلى أهله، وما قام به من طرد وضرب جراء رد فعل دون أن يستمع إليك، كل هذا نرفضه ونراه أمرا يضر بالأسرة، ويقود طريق استقرارها، إذا استمر على السير خلف هذه الأخطاء السلوكية، ولكن لا ينبغي التسليم بأن هذا السلوك سيستمر، فكم من عليل شفاه الله واستقام أمره بالصبر عليه مع حسن التبعل.

نحن لا ننصحك مطلقا بالطلاق أختنا، خاصة أنت لا زلت قريبة عهد بعرس، واعلمي أن أشق سنوات الزواج هي السنة الأولى، لكن بعد فترة يتفهم الزوجان الحياة ويستقيم سلوكهما.

من الطبيعي أختنا أن تحدث مشاكل، ولكن اعلمي أن الشيطان يلعب دورا رئيسا عندك وعنده؛ بقصد زرع العداوة والبغضاء بينكما، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (( إن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته))، إنه يجتهد تماما أن يحدث بينهما معارك حتى ولو كانت متوهمة، إلى أن يحدث الطلاق -عياذا بالله- وتلك غاية إبليس، بل أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أقرب الشياطين إلى إبليس: من يوقع العداوة والبغضاء بين الزوجين حتى يصل إلى الشقاق فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت)).

وللشيطان وسائل متنوعة وأساليب متغايرة، منها مثلا: ما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أزهر بن سعيد قال سمعت أبا أمامه يقول: إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعدما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله، فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله، قال: لأنه من عمل الشيطان (( وقد حدث أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قد تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني ( تكرهني )؟ فقال عبد الله: إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له، فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين وقل: ((اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللهم ارزقني منهم وارزقهم منـي، اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير))، وحذر النبي صلى -الله عليه وسلم- من الاستماع إلى تلك الوسائل فقال:((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر".

- إننا ننصحك بالعودة إليه أختنا الكريمة، والمحافظة عليه وعلى بيتك وزوجك، ولكن بعد أخذ الضوابط التي تحفظ على البيت استقراره وهدوءه، وتحفظ عليك كرامتك، وتحفظ على ولدك حياة كريمة.

- كما أننا نريد أن نهمس في أذنك ونوصيك خيرا بأهله حتى ولو أساءوا إليك، فإنك إن استطعت أن تربحيهم فقد تجاوزت نصف العقبات والمشاكل، واعلمي أن الله سيأجرك خيرا على ذلك.

- إن استنفذت كل الوسائل، وتدخل أهل الصلاح ولم يجدوا حلا وسطا، ولم يبق إلا الطلاق عياذا بالله كحل، فلست ساعتها ظالمة لولدك، نسأل الله أن ينزع الشيطان من بينكما.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات