السؤال
السلام عليكم.
أعاني من كثرة التفكير في كل شيء بطريقة مبعثرة، يعني أنتقل من فكرة لأخرى دون أن أحس، وإذا كنت أقرأ القرآن، أو أصلي تكاد صلاتي تخلو من الخشوع، وأكون قد فكرت في مليون فكرة، مثلا أتذكر موقفا حصل بالأمس، وحتى إن كان لا يخصني، ثم أتذكر موقفا قديما مما يحصل بيني وبين شخص، وأتذكر ألا أنسى المفتاح ..إلخ.
تفكير مستمر من غير توقف، وحتى لو كنت أتابع التلفاز، أحس أني أفكر، ولا أركز مع الفيلم، أو المسلسل، ولو كنت أدرس أسرح فيما أفكر فيه، وأصبح هذا الشيء يرهقني، ولكني أنام في الليل جيدا -والحمد لله-.
علما أني في السابق أصبت بالوسواس القهري مرتين، وشفيت منه، فهل له علاقة بطريقة التفكير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذه الأفكار.
إن متوسط عدد الأفكار التي تأتي لذهن الإنسان يوميا 72 ألف فكرة، وبمعدل فكرة كل 1.2 من الثانية، وطبعا هذا يزيد أو ينقص من شخص لآخر، وإنما هذا هو المتوسط اليومي.
طبعا الكثير من هذه الأفكار إيجابية، وربما الكثير منها سلبية، أو قليلة الفائدة، إلا أنها تبقى أفكارا تدور في رؤوسنا، ويمكن للإنسان من خلال الوقت والملاحظة والتدريب أن يعتاد على التحكم في هذه الأفكار، وعلى انتقاء واختيار ما يريد، واستبعاد ما لا يريد.
حاولي أن تتابعي وتلاحظي الأفكار التي تأتي في ذهنك، وما هي طبيعتها، وهي هل إيجابية، فعندها حاولي تنميتها وتتبعها، فقد ينتج منها شيء مفيد، بينما لاحظي السلبية منها، وحاولي استبعادها حتى قبل أن تتجذر في نفسك، وبالتالي لن تشتكي من كثرة الأفكار؛ لأنك بهذه الطريقة قد حسنت نوعية هذه الأفكار، واقتصرت قدر الإمكان على الأفكار الإيجابية، والتي تقدر بثمن باهظ.
إذا بدلا من أن نطلب منك عدم التفكير، وليس هذا بمقدورك على كل الأحوال، نحاول أن نشجعك على شيء من التحكم في هذه الأفكار.
طبعا باعتبار أنك كنت تعانين من الوسواس القهري في الماضي، فهناك احتمال كبير أيضا أن حساسيتك من هذه الأفكار وكثرتها يعود لهذا الوسواس القهري، من باب الوعي الزائد للأفكار وكثرتها، حيث إن هذا الشكل من الوسواس القهري من الأشكال المعروفة قد تشغل الشخص في هكذا أفكار، ويستمر في سؤال نفسه لماذا كذا؟ ولماذا كذا؟... فلا يرتاح من كثرة التساؤلات عن الأفكار.
وإذا كان هذا هو الحال أي أنه انشغال بالأفكار كنمط للوسواس، فيا ترى ما هو الشيء الذي أعانك على تحسين الوسواس في الماضي، فحاولي اتباع نفس الخطوات مع هذه الحالة.
وفقك الله، ويسر لك الخير.